محمد السعيد مازغ نظمت التنسيقية الوطنية للدفاع عن حرية الصحافة والإعلام، صباح يومه الأربعاء 2 غشت 2017 ، وقفة احتجاجية أمام وزارة الثقافة والاتصال بمدينة العرفان الرباط ، وذلك للتنديد بالقانون الجديد للصحافة والنشر، والذي جاءت بعض بنوده مخيبة للآمال، ومستهدفة في عمقها حرية التعبير، وما يشهده قطاع الصحافة الرقمية من طفرة نوعية، وما يتميز به من إمكانيات وتقنيات حديثة، نجحت في توسيع قاعدة قرائه، وارتباطه الوثيق بجميع شرائح المجتمع رجالها ونسائها، شبابها وكهولها وشيوخها، بل وأيضا حتى أطفالها. وإذا كان مدراء الصحف الورقية والالكترونية المتضررين من هذا القانون يجمعون على ضرورة تأهيل قطاع الصحافة الالكترونية وتخليقها، والقطع مع الفوضى والتسيب، وطرد المتطفلين والمارقين وما " عاف السبع " ممن أساءوا إلى هذا القطاع الشريف، وعاثوا فيه فسادا، إلا أن هذا التطهير لا ينبغي أن يكون على حساب المواقع الالكترونية بكل اصنافها، ولا على حساب كرامة الصحفيات و الصحفيين. وإنما ينبغي أن تؤخذ فيه عدة اعتبارات، وتحترم فيه المكتسبات الحقوقية والدستورية والمواثيق الدولية، والمصلحة العامة للبلاد. ويذكر أن الوقفة الاحتجاجية جاءت بعد اللقاء الذي جرى بين وزير الثقافة والاتصال السيد محمد الاعرج يوم أمس الثلاثاء، والذي وعد فيه بالتدخل من اجل تمديد آلأجل المحدد في 15 عشت والقاضي بإقفال كل المواقع الإلكترونية والجرائد والصحف وحجبها عن البث والصدور، التي لم تتسن لها الملائمة وتجديد تصاريحها حسب قانون الصحافة الجديد. وعبر مدراء النشر والمؤسسات الصحافية والإعلامية المنضوين تحت لواء التنسيقية الوطنية للدفاع عن حرية الصحافة والإعلام على أن هذه الوقفة هي مجرد بداية ترمي إلى تنبيه من يعنيه الأمر، أن الصحافة الالكترونية ليست الحائط القصير الذي يعلق عليه المشجب، وأنها مجندة من أجل طرق كل الأبواب المشروعة، والصمود في وجه الحيف والإجحاف والإقصاء المتضمن في مقتضيات مدونة الصحافة والنشر. ورد الاعتبار للممارسة الصحفية الحقة المعتمدة في المواثيق الدولية والإقليمية، وأحكام الدستور المغربي والظهير الشريف 58 للحريات العامة. وكانت الوقفة الاحتجاجية ناجحة بكل المقاييس، وفرصة ذهبية للنقاش والحوار والتواصل بين مدراء المواقع الالكترونية على المستوى الوطني، والعمل على توحيد الجهود ومواصلة النضال من اجل مغرب الحريات والكرامة والعدالة الاجتماعية، من أجل صحافة نزيهة وحرة، من أجل تحرير المعلومة من القيود والتسلط والجبروت، وجعلها حقا من الحقوق الاساسية وليست شعارا فارغا من مضمونه، وما ضاع حق وراءه باطل.