الجماعات المحلية بإقليم قلعة السراغنة و سياسة " اقلب و شقلب " ما يثير انتباه المتتبع بإقليم قلعة السراغنة هذه الأيام ، هو سياسة الترحال السياسية من حزب إلى أخر للجماعات المحلية ، إنها ظاهرة تستدعي الخبراء في علم الاجتماع و في العلوم السياسية لتحليل هذه الإشكالية التي تتلخص في ما يلي هل انتقال جماعات محلية من حزب إلى أخر كان بأمر من السلطات الإقليمية أو المركزية أم بناء على قناعة سياسية ؟ و تحليلا لهذه الإشكالية نقف عند هذه الظاهرة بإقليم قلعة السراغنة و ذلك باستحضار ظروف و ملابسات هذا الانتقال : لقد حصل حزب الأصالة و المعاصرة في الانتخابات الجماعية لسنة 2009 على أغلبية الجماعات الترابية بالإقليم رغم المدة القصيرة التي تفصل بين تأسيسه و دخوله هذه الانتخابات . لقد كانت عدة جهات توهم الناس بأن هذا الحزب هو حزب صديق الملك . لكن و بعد الربيع العربي ،لما رفعت حركة 20 فبراير بقلعة السراغنة صور أشخاص تنعتهم برموز الفساد بالإقليم و رفعت صور اشخاص آخرين في مسيرات حركة 20 فبراير وطنيا مطالبة برحيلهم ، تحركت السلطات الإقليمية من أجل انتقال مجموعة من الجماعات المحلية من هذا الحزب، حزب الأصالة و المعاصرة ، و الالتحاق بحزب الأحرار . فتمكن هذا الأخير في الانتخابات التشريعية لسنة 2011 من ربح مقعد في البرلمان و بالمقابل لم يحصل حزب الأصالة المعاصرة على أي مقعد ،رغم عدد الجماعات التي ظل يترأسها و رغم ترأسه المجلس الإقليمي و مجلس الجهة ، و حصل حزب العدالة و التنمية على مقعد رغم أنه لا يرأس أية جماعة في الإقليم و كانت هذه النتيجة لغزا لدى الرأي العام و للمتتبعين . و بعد تعيين عامل جديد على هذا الإقليم تحولت أغلب تلك الجماعات من حزب الأحرار لتعود من جديد إلى حزب الأصالة و المعاصرة دعما لهذا الحزب الذي حضي برعاية بالغة من طرف السلطات الإقليمية و ربما المركزية أي وزارة الداخلية حتى يتصدر بهذا الإقليم الرتب الأولى في الانتخابات التشريعية لسابع أكتوبر 2016 . إذن فالأمر لا يتعلق بقناعة سياسية و راء هذا الترحال من حزب لآخر بل هناك أوامر خارجية عن الجماعة المحلية . إن هذه الظاهرة التي تبدو غير طبيعية بل لها طعم كاريكاتوري حيث تكشف إلى أي حد بأن مثل هذه الجماعات المحلية التي تظل تحت الطلب لأية جهة نافدة هي صورة مسيئة لأي بناء ديمقراطي حقيقي و سيظل هذا الإقليم إقليما لجبر الخواطر للأحزاب و للأشخاص ،كما سبق و أن عينت دائرة انتخابية خاصة ، و هي دائرة زمران ، للراحل التهامي الخياري حيث ظل يترشح فيها حتى اعتزل السياسة و الغيت تلك الدائرة . إن سياسة "اقلب و شقلبّ للجماعة المحلية بهذا الإقليم هي إهانة لأهله من فقراء و مستضعفين و من فلاحين و تجار و مقاولين و من تلاميذ و طلبة و شباب و من مفكرين من أمثال الدكتور عبد الله حمودي و الدكتور محمد الناجي و غيرهم و من سياسيين مرموقين مثل الدكتورة نبيلة منيب و إهانة لشهدائه الذين ضحوا من أجله مثل الراحل عبد السلام المؤدن و الراحل عرش بوبكر و حميد الزرورة و رحال اجبيهة . الم يحن الوقت بعد لإعطاء هذا الإقليم حقه في الكرامة أولا ؟ البدالي صافي الدين