تضاربت الأنباء بشأن توقف الأشغال بمشروع تهيئة ضفتي أبي رقراق، بعد سريان أخبار عن انسحاب الشريك الإماراتي، المتمثل في شركة سما دبي من المشروع، وبالتالي توقف إنجاز حلم ساكنة العدوتين. وبينما نفت وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق، في شخص مديرها، صقل لمغاري، ما يروج بشأن توقف أشغال تهيئة ضفتي نهر أبي رقراق، أفادت بعض المصادر بأن الخلاف مع الشريك الإماراتي قائم على الرغم من التذبذب الحاصل في استئناف الأشغال تارة وتوقفها تارة أخرى. وقالت المصادر ذاتها إن أصل الخلاف يعود إلى المواصفات التي سينجز بها المشروع، حيث إن الإماراتيين أرادوا تطبيق معايير التشييد المعمول بها لديهم، من خلال بناء عمارات شاهقة يصل عدد طوابقها إلى 30 طابقا، وهو ما رفضته وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق وسلطات مدينة الرباط. وفي هذا السياق، نفى صقل لمغاري، مدير وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق، ما يروج بشأن انسحاب الشريك الإماراتي، المتمثل في مؤسسة سما دبي، من المشروع. وأضاف لمغاري، في تصريح ل"المساء"، أن أشغال المشروع متواصلة، نافيا وجود أي خلافات، وهو السياق الذي مضت فيه شركة سما دبي، حيث أكدت المسؤولة الإعلامية عن الشركة أن الأشغال متواصلة وأن الإماراتيين لا يزالون شركاء في تهيئة ضفتي أبي رقراق، أكثر من ذلك -تقول المسؤولة الإعلامية- فإن سما دبي كانت من بين أهم المستشهرين الذين ساهموا في مهرجان موازين، مشيرة إلى أن الشركة وقعت عقدة لمدة خمس سنوات مع شركة مغرب الثقافات المكلفة بالإعداد لمهرجان موازين، وزادت قائلة: "ليس هناك خلاف مع وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق ولا مع ولاية الرباط وسلا". إلى ذلك، قال عمر البحراوي، عمدة الرباط، إن الشريك الإماراتي في تهيئة ضفتي أبي رقراق حدد مجموعة من المواصفات في البناء غير مقبولة. وأضاف البحراوي، في تصريح ل"المساء"، أن الخلاف كان قائما حول عدد الطوابق التي سيتم بناؤها، حيث إن سما دبي أرادت تطبيق مواصفات البناء المعمول بها لديها، والحال أن هذا الأمر غير ممكن تماما في مدينة الرباط ذات المرفولوجية المحددة. واعتبر عمدة الرباط تشييد عمارات بعلو 30 طابقا، وفق ما أراد الإماراتيون، غير مقبول، لأن ذلك سيعمل على دفن الرباط وتشويه منظرها. وأردف قائلا: "الأشغال لم تتوقف، لكن الخلاف كان منصبا حول هذه الأمور، التي لا يمكن قبولها لأنها لا تتلاءم ومواصفات البناء بالعاصمة الرباط، كما أنها ستمنع رؤية صومعة حسان وضريح محمد الخامس، اللذين يعتبران معلمتين أساسيتين من معالم العاصمة". وأردف قائلا: "إذا نفذ الإماراتيون مشروعهم بالطريقة التي أرادوا، فإننا سنرتكب خطأ تاريخيا". وفي سياق ذي صلة، اعتبر عمدة الرباط أن تجاوز الخلاف أمر ممكن، حيث يمكن للبلدية أن تمنح الإماراتيين 4000 إلى 5000 هكتار أخرى، تضاف إلى الأرض التي حصلوا عليها بصفر درهم مقابل إنجاز بعض المشاريع، من أجل التنازل عن بناء عمارات شاهقة، وأردف قائلا: "لا يمكننا فعل أكثر من هذا، ولن نقبل أن يتدلل الإماراتيون أكثر من ذلك". على صعيد آخر، قال عمر البحراوي، عمدة الرباط، إن البلدية ستتقدم بطلب لهدم عمارة "الشيكات البريدية"، الموجودة بمنطقة حسان بالرباط، والمتكونة من 15 طابقا. وأضاف البحراوي أن "منظر العمارة العالي لا يتلاءم والمنظر العام للرباط، التي تتوفر على تصميم مختلف".