منذ أشهر والأنباء تتواتر عن تخلي شركة «سما دبي» الإماراتية عن مشروع «أمواج» على ضفتي نهر أبي رقراق، إلا أنه لم يصدر لحد الساعة تصريح رسمي من الشركة الإماراتية أو من المسؤولين المغاربة يؤكد هذه الأنباء، والتي عززها توقف الأشغال في المشروع منذ أشهر طويلة، وعدم مسارعة «سما دبي» إلى نفي ما يروج من تخليها عن المشروع الذي يفترض أن تشرف على أشغاله ميدانيا وتمتلك 50 في المائة من أسهم الشركة المختلطة بينها وبين شركائها المغاربة، وعلى رأسها وكالة تهيئة أبي رقراق وصندوق الإيداع والتدبير. مدير وكالة تهيئة أبي رقراق الصاقل المغاري نفى في تصريح هاتفي ل «المساء» أن تكون «سما دبي» قد انسحبت من الشراكة التي تجمعها مع الوكالة وجهات مغربية أخرى، متشبثا بأن الشركة الأم التي تتبع لها «سما دبي» اعترضتها مشاكل مالية وهي في طور إعادة الهيكلة لمواجهة تداعيات الأزمة العالمية، إلا أن إطارا يعمل في شركة خليجية أخرى في المغرب، طلب عدم ذكر اسمه، أكد ل «المساء» أن «سما دبي» لم تعد مهتمة بمشروع «أمواج»، لأن العائد المالي الذي ستجنيه لا يحقق لها أرباحا تغطي لها وزيادة الاستثمارات التي ستضعها في البنيات التحتية والمنشآت المسطرة في تصميم المشروع، وأضاف أن الوضع القائم الآن هو بقاء الشركة الإماراتية في المشروع قانونياً وغيابها عملياً. من جهة أخرى، نشرت الأسبوعية الاقتصادية «لافي إيكو» في عددها ليوم الجمعة أن هناك محادثات أولية بين الوكالة مع شركة إماراتية أخرى من أبوظبي لأخذ حصة «سما دبي»، وأنه وقع الاتفاق بين الوكالة والحكومة المغربية على أن يتم إطلاق طلب عروض دولي للاستحواذ على حصة 50 في المائة من المشروع عوض تفويت الحصة عن طريق مفاوضات ثنائية مع شريك بديل، كل هذه الحيثيات ينفيها المدير العام للوكالة نفيا قاطعا، مفضلا عدم تقديم أي تفاصيل في الوقت الراهن، مما يؤشر على وجود شيء ما يتم التحضير له ويحاط بالتكتم. وجدير بالذكر أن الندوة الصحافية التي جمعت يوم 12 دجنبر الماضي الوكالة مع شريك آخر في جزء آخر من مشروع تهيئة أبي رقراق هو شركة «المعبر» في مشروع «باب البحر»، سجلت إعلان العضو المنتدب للشركة يوسف النويس عن استعداد شركته لدراسة أي شراكة أخرى مع وكالة تهيئة أبي رقراق، بما فيها أخذ حصة «سما دبي»، وهو التصريح الذي لم يعقب عليه الصاقل بتأكيد استمرار هذه الأخيرة في المشروع. يشار إلى أن المشروع يمتد على مساحة 121 هكتارا، ويبلغ حجم الاستثمارات التي يتطلبها 24 مليار درهم، ويتضمن التصميم المنجز له بناء شقق وساحات عمومية وحدائق ومكاتب ومتاجر وفنادق ومركز للمؤتمرات، فضلا عن مرافق ترفيهية..