تأهل الشاعر المغربي أحمو الحسن الأحمدي لنهائيات مسابقة «أمير الشعراء» بدولة الإمارات العربية المتحدة، مما يجعله سفير الشعر المغربي الوحيد في التظاهرة الشعرية التلفزيونية الأضخم على الصعيد العربي. وتجاوز عدد المشاركين 7000 شاعر عربي من 22 دولة، أغلبهم من الأسماء الشعرية اللامعة في الجامعات والصحافة والإعلام. وتأهل أحمو الحسن الأحمدي في كل الإقصائيات المقامة بالعاصمة الإماراتية بإجماع أعضاء اللجنة لينضم إلى لائحة ب 35 مؤهلا سيشاركون في النهائيات على قناة أبوظبي. هنا حوار معه حول تجربة التنافس الشعري. - بم أحسست بعد أن تأهلت لنهائيات مسابقة أمير الشعراء؟ < أحب أن أنوه أولا بالعمل الكبير الذي تقوم به هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث من خلال برنامج «أمير الشعراء» الذي يستضيف شعراء عربا من المحيط إلى الخليج، كما رد الاعتبار للقصيدة العربية في ظل طغيان الركاكة والإسفاف والإغراق في الإبهام والغموض. وإحساسي بعد تأهلي لخوض نهائيات «أمير الشعراء» بأبو ظبي لا يعدو أن يكون ابتهاجا بعودة الزمن الجميل للشعر العربي. - أنت الممثل الوحيد للمغرب في هاته المسابقة، ألا يشعرك هذا الأمر بالمسؤولية؟ < صحيح أن حظوظ الدول الممثلة بعدة شعراء، مثل موريتانيا والجزائر وعمان وسوريا، أكثر من حظوظ الدول الممثلة بشاعر واحد، كالمغرب وتونس وبلدان أخرى. وهذا ما يجعلني أشعر بالمسؤولية عن تمثيل الشعر المغربي بوجه يليق بما قدمته الأجيال السابقة واللاحقة من شعراء المغرب المرموقين، ولن أكون إن شاء الله إلا عند حسن ظن المغاربة. - شاركت السنة الماضية ولم تتأهل للنهاية، ما الذي استفدته من مشاركتك السابقة؟ < تأهلت في الدورة الأولى لأمير الشعراء إلى الأدوار التمهيدية، ولم أتأهل إلى مرحلة الخمسة والثلاثين النهائية، إلا أن لقائي بلجنة التحكيم التي تضم نخبة من النقاد العرب المشهورين، أمثال الدكتور صلاح فضل والدكتور عبد المالك مرتاض والفنان السوري غسان مسعود وغيرهم، وإنصاتي إلى آرائهم النقدية واحتكاكي بتجارب الشعراء المنافسين من مختلف الدول العربية ودول الاغتراب أثناء إقامتي بأبو ظبي ترك لدي انطباعا عن المسابقة وعن الفعل الإبداعي، حاولت الاستفادة منه في تطوير تجربتي الشعرية. - كيف قيمت لجنة التحكيم أداءك، خاصة وأنك من أصغر المشاركين سنا؟ < لقد أُجِزْتُ بحمد الله بإجماع اللجنة، إذ اعتبر الدكتور عبد المالك مرتاض شِعري أكبرَ من عمري، قائلا: «أجيزك بعنف»، ورأى الدكتور صلاح فضل في قصيدتي صدق التجربة الشعرية، بينما اعتبر الناقد السعودي نايف الرشدان قصيدتي – وهي معارضة لقصيدة ابن زريق البغدادي – أفضل من قصيدة ابن زريق، وقال إنها أجود ما قرأه من معارضات عينية البغدادي، كما أجازها الدكتور أحمد خريس مقارنا بينها وبين القصيدة المعارضَة. - ما هي القصيدة التي شاركت بها؟ < القصيدة غزلية بعنوان «كاترين» عارضت بها عينية ابن زريق البغدادي الشهيرة، وقد ألقيتها في ملتقيات شعرية كثيرة بالمغرب ونشرتها بأغلب المواقع الأدبية بالشبكة، وقد نسَخَت كل دواويني فأصبحت أطالَب بإلقائها أينما حللتُ، ولا أدري شخصيا ما السر في تعلق جمهوري بها.. ومنها: رِفْقاً بِهِ.. لَفَحَاتُ الْوَجْدِ تُدْمِعُهُ يَا رَبَّةَ الْحُسْنِ آيُ الْحُسْنِ تَصْرَعُهُ نَبَتْ بِهِ الدَّارُ لاَ كَأْسٌ تُؤَانِسُهُ ولاَ الْمَوَاوِيلُ مِنْ فَيْرُوزَ تَنْفَعُهُ نَاوَلْتِهِ مِنْ وِدَادٍ أَلْفَ مُتْرَعَةٍ فَلَيْتَ رَبْعَكِ يَا كَاتْرِينُ مَرْبَعُهُ لاَ تَعْذِليهِ إِذَا مَا اعْتَلَّ مِنْ وَلَهٍ لَطَالَمَا مَاتَ مُضْنَى الْقَلْبِ مُوجَعُهُ مِنْكِ اسْتُبِيحَ فَلاَ حِصْنٌ يَلُوذ بِهِ وفِيكِ وَحْدَكِ مَا يَلْقَاهُ أَجْمَعُهُ فِي صَهْوَةِ الْحُبِّ مَا تُبْدِيهِ أَدْمُعُهُ وَيَعْلَمُ اللَّهُ مَا تُخْفِيهِ أَضْلُعُهُ - كيف تتوقع المنافسة في النهائيات؟ وهل تؤمن بحظوظك؟ < المنافسة لن تكون إلا قوية جدا، خاصة وأن أسماء وازنة تنافس على اللقب، أمثال الشاعر المصري أحمد بخيت، وإذا ساندني الجمهور الكريم بالتصويت لصالحي فحظوظي أومن بها، وأعتقد أني قادر على التحدي. - كيف تستعد للنهائيات بأبوظبي، وما هي رسالتك إلى الجمهور المغربي؟ < سأحاول إعداد نصوص جديدة خاصة بالمسابقة، أتوخى منها إرضاء المشاهدين ولجنة التحكيم، وأتمنى من الجمهور المغربي مساندة القصيدة المغربية الأصيلة وتشريفها في المحافل الدولية ودعمي بالتصويت علي أثناء المسابقة.