دق ضياع فريق الوداد للقب دوري أبطال العرب بعد خسارته أمام وفاق سطيفالجزائري في المباراة النهائية الخميس الماضي آخر مسمار في نعش الفريق. فقد كان الوداديون يعولون على إحراز اللقب لينقذوا به موسما بأكمله صرفوا خلاله الكثير دون أن يتمكن الفريق من الصعود إلى منصات التتويج، فبعدما أعطى الفريق في الدورات الأولى الانطباع على أنه سيوقع على موسم جيدا، فإن انطلاقته في الدوري الوطني كانت من قبيل البداية الخادعة، إذ سرعان ما وجد الفريق نفسه خارج دائرة التنافس على اللقب، كما أقصي في نصف نهائي كأس العرش للموسم الماضي أمام الجيش الملكي، وتعرض لإقصاء مماثل في كأس العرش للموسم الحالي في دور الثمن أمام فريق شباب هوارة أحد أندية الدرجة الثانية. كان فريق الوداد يعول على اللقب العربي ليغسل به أحزان الوداديين ويرسم البسمة على شفاههم، غير أن السرعة النهائية خانت الفريق في مباراة الحسم أمام وفاق سطيف، بعدما لم يحسن تدبير مباراتي الذهاب والإياب. غير أن عوامل كثيرة ساهمت في خروج الوداد خاوي الوفاض هذا الموسم، أولها الانتدابات التي قام بها الفريق في بداية الموسم، فإذا كان كثيرون تحدثوا عن قيمتها، فإن استقطاب اللاعبين قبل التعاقد مع مدرب بإمكانه تحديد حاجيات الفريق كان بمثابة الضربة القاصمة للفريق. وزاد عدم التعامل الجيد مع مراحل دقيقة مر منها الفريق في تعميق أزمة الفريق، لذلك يرى كثيرون أن تسريح اللاعبين مراد فلاح ومحمد مديحي ترك آثاره السلبية على الوداد، وجعل الفريق يعاني في الجهة اليمنى وفي وسط الميدان. كما أن الإقالات المتكررة للمدربين ساهمت بدورها بقسط وافر في معاناة الفريق، فقد تعاقب على تدريبه ستة مدربين أولهم فينغادا الذي انفصل عن الفريق بالبرتغال بعد أن كان يستعد لبدء استعداداته للبطولة، قبل أن يتم التعاقد مع البلغاري ماركوف الذي ترك الفريق في المرتبة الأولى، وكلفته الخسارة أمام اتحاد الجزائر إقالته من منصبه، قبل أن يكمل المسار بعده فخر الدين رجحي ثم جان كافالي والداودي قبل أن يعود الأرجنتيني أوسكار فولوني إلى الفريق، دون أن يتمكن من تقديم أية إضافة. وحينما تولى أوسكار مهمة تدريب الفريق، فإن كرسي احتياط الوداد كان في العديد من المباريات يغلي، الأمر الذي كان يشتت تركيز اللاعبين في أرضية الميدان. كما أن عددا من اختياراته البشرية والتكتيكية لم تكن تتماشى مع طبيعة المباريات، ففي المباراة النهائية مثلا ظل الحاج عيسى لاعب الوفاق هو مصدر الخطر، والعقل المدبر للفريق الجزائري، دون أن يفكر الطاقم التقني في الحد من خطورته، ولو عن طريق الرقابة اللصيقة، التي لا يرى عدد من المدربين مانعا في الاعتماد عليها إذا كان لاعب واحد هو الذي يحمل الفريق المنافس على كتفيه. وبموازاة الإقالات المتكررة للمدربين، فإن الانسجام لم يكن حاصلا بنسبة كبيرة بين أعضاء المكتب المسير، لذلك فكلما تعرض الفريق إلى الخسارة إلا ولوح بعض الأعضاء بالاستقالة، كما حصل مع كريم جلال الذي استقال أكثر من مرة.