«باتا»، هو تلخيص من أربع كلمات لهيئة دولية تعمل في المجال السياحي ولا تهدف إلى الربح منذ أن تأسست سنة 1951، ومؤسسوها يقولون إنهم يعملون من أجل الرقي بالقطاع السياحي وترشيده ماليا وثقافيا في مختلف القارات. تضم «باتا» في عضويتها وكالات أسفار ومؤسسات فندقية شهيرة وشركات طيران وغرف السياحة الوطنية والمحلية والمؤسسات الكبرى للسياحة في العالم. مدير الهيئة، بيتر دي جونغ، يشرح في هذا الحوار عمل الهيئة وطبيعة اهتماماتها. - كم يبلغ عدد أعضاء هيئة «باتا» حاليا؟ < إنهم يزيدون عن ألف عضو في مختلف مناطق العالم، ومن بينهم شركات الطيران الكبرى والغرف السياحية وكل ما له علاقة بالقطاع السياحي، ولنا مكاتب في عدد من مناطق العالم مثل بانكوك وفرانكفورت وسيدني وسان فرانسيسكو وبكين ودبي. - ما هي أهداف هذه الهيئة خلال السنة الحالية والسنة المقبلة؟ < هدفنا الأساسي حاليا هو ربط علاقات سياحية وثيقة مع منطقة الخليج، وخصوصا مع الفاعلين السياحيين في الإمارات العربية المتحدة، والمساعدة على تنمية القطاع السياحي في الصين على المستوى الجهوي والمحلي، وتنظيم أفضل للقطاع السياحي في ما يخص النقل والاستقبال ومعالجة قضايا التغيرات المناخية على السياحة، إضافة إلى أهداف أخرى. - ما هي المشاريع السياحية الكبرى التي تشتغلون عليها حاليا؟ < لدينا مشروع على درجة كبرى من الأهمية، والمعروف باسم «باتا شالانج»، والذي يتعلق بمحاولة الحد من التأثيرات المناخية السلبية على القطاع السياحي. هذا المشروع سيبدأ في التايلاند، وسيتوسع نحو مناطق أخرى مثل الصين والهند خلال سنة 2009. - كيف تنظر الهيئة التي تديرونها إلى دور شبكة الأنترنيت في مجال العرض والبيع والإشهار والاتصال في المجال السياحي؟ < إنها وسيلة جديدة ومهمة في هذا القطاع، ومن خلال هذه الشبكة أصبح بإمكاننا التعريف بمختلف المنتوجات السياحية وعرض اهتمامات هيئتنا، كما أننا نستغل شبكة الأنترنيت لكي نتواصل باستمرار مع أعضاء الهيئة. - ما هي التهديدات الجدية التي يتعرض لها القطاع السياحي؟ وما هي أيضا الفرص الكبيرة التي يوفرها؟ < أهم التهديدات التي تواجهها السياحة العالمية تتمثل في انتشار الأوبئة والأمراض والكوارث الطبيعية وارتفاع أسعار البترول والإرهاب. أما الفرص التي يوفرها هذا القطاع فهي أنه يحرك باستمرار ملايين المسافرين عبر العالم، والذين ينشطون الدورة الاقتصادية، وتنتعش بفضلهم كل المجالات المرتبطة بهذا القطاع. - ما هي نقاط قوة ونقاط ضعف السياحة؟ < أهم نقاط قوة السياحة ليست في الجانب الاقتصادي والمادي فقط، بل أيضا في كونها تشيع مبدأ احترام الغير وثقافته، والالتقاء بين الشعوب والأجناس. أما أهم نقاط ضعف السياحة فهي أنها يمكن أن تتعرض في أي وقت وبشكل مفاجئ لهزات كبيرة بسبب أحداث أو مشاكل سياسية. - ما هي المستجدات التي عرفها قطاع السياحة العالمي خلال السنوات الأخيرة؟ < من بين أهم هذه المستجدات ظهور شركات طيران تعتمد على الأسعار منخفضة التكلفة، وتحول القارة الآسيوية إلى منطقة سياحية أساسية، وهي المنطقة التي سيزداد الاهتمام بها مستقبلا في السوق السياحي العالمي. هناك أيضا الثقة المهتزة باستمرار في الدولار الأمريكي، وتحول الأورو الأوروبي إلى عملة رئيسية في الأسواق العالمية، وتحول السياح إلى مشاركين أساسيين في اتخاذ القرارات، حيث لم يعودوا مجرد زبناء للوكالات السياحية، بل يفرضون آراءهم وأذواقهم في هذا القطاع المتحول باستمرار. - هل هناك قطاعات جديدة ظهرت في مجال السياحة العالمية خلال السنوات الأخيرة؟ < بالتأكيد، لقد ظهرت مطارات كثيرة تعتبر بمثابة مطارات ثانوية، والتي أصبحت تساهم في الترويج لهذا القطاع، وبالتالي ارتفع عدد المسافرين مع انخفاض أسعار التذاكر. كما ظهرت مجالات جديدة في السياحة من بينها السياحة العلاجية أو سياحة الرفاه. هناك أيضا اهتمام متزايد بالسياحة الثقافية والتاريخية، كما تم إنشاء عدد كبير من مراكز الترفيه في مدن سياحية شهيرة، والتي يمكن الاطلاع على أنشطتها وأمكنتها عبر شبكة الأنترنيت.