تماشيا مع تنصيب الملك محمد السادس للجنة الاستشارية للجهوية وتأكيده على منطق الجهوية في التدبير والتسيير، جسد الصالون الدولي للمهن السياحية، الذي افتتح أول أمس الخميس بمراكش، المقاربة الجهوية للسياحة، إذ حضرت أزيد من أربعين مدينة مغربية تمثل أغلب جهات المغرب، وعشرين دولة عربية وأجنبية، تقدم منتجاتها السياحية سواء في مجال النقل والأسفار أو الفندقة أو الإعلام أو الإرشاد السياحي أو الأبناك... ومما يطبع المنتوج السياحي لهذه السنة ضعف الرواج السياحي خلال عطلة رأس السنة الميلادية الجديدة، التي تعتبر عادة فترة ازدهار بالنسبة للنشاط السياحي في المغرب، بيد أن الأزمة الاقتصادية العالمية القطاع السياحي، وخدشت نوعا ما وجه السياحية العربية والمغربية. وحسب تصريحات بعض مديري الشركات الفندقية المغربية المشاركة في المعرض الدولي للمهن السياحية بمراكش، فإن الرواج بدأ ينخفض بشدة منذ شتنبر الماضي، مع إلغاء العديد من الحجوزات، وتراجع عدد الأسفار. وأكد العديد من الفندقيين المغاربة ل «المساء» عزمهم على إطلاق عروض خاصة تخص السياحة الداخلية بأسعار مناسبة. وفي هذا الصدد قال حسام ريدان، مدير العلاقات العامة لمجموعة «العربية للطيران» في تصريح خص به «المساء» إن الأزمة العالمية شكلت تحديا كبيرا لجل الشركات العاملة في مجال الطيران، مشيرا إلى أن التوقعات كانت تشير إلى احتمال وصول الخسارة إلى 9 ملايير دولار سنة 2009، لكن نموذج التعامل مع الأزمة العالمية من قبل مجموعة العربية للطيران، حال دون أن تطال الأزمة المجموعة، مشيرا إلى أن التركيز على نقل الاقتصاد جنب المجموعة الإماراتية الأضرار التي خلقتها الأزمة الخانقة. هذا وقد افتتح والي جهة مراكش تانسيفت الحوز بالنيابة، بوشعيب المتوكل، وعمدة مراكش، فاطمة الزهراء المنصوري، الصالون الدولي للمهن السياحية. إلى ذلك طرحت الورشتان اللتان نظمتا خلال المؤتمر الوطني الثاني للمهن السياحية، المنظم من قبل الفيدرالية الوطنية للسياحة تحت شعار «التنمية السياحية تحديات ورهانات المغرب»، فكرة السياحة الجهوية، على اعتبار الأهمية الكبيرة التي تشكلها عدد من المناطق والجهات في إنعاش القطاع السياحي. وأوضح عثمان الشريف العلمي، رئيس الفيدرالية الوطنية للسياحة في مداخلة له أنه أضحى من الضروري التفكير في طريقة لتنمية السياحة الداخلية والجهوية، مضيفا أن تسويق المنتوج المغربي يبقى أحد الرهانات الكبرى التي ترتكز عليها العديد من المبادرات والمشاريع التي أطلقت في هذا المجال، ووجه الشريف العلمي نقدا كبيرا لمشروع «كنوز بلادي» المنطلق سنة 2007، الأمر الذي أثر على عدد من القطاعات السياحية الحيوية خلال تلك الفترة، سواء على مستوى الحجوزات أو في مجال النقل والأسفار... ووجه العديد من المتدخلين سهام النقد إلى السياسات الحكومية السابقة في مجال السياحة، معتبرين أنها بالرغم من الإشهارات والإعلانات التي سعت إلى التعريف بالمنتوج السياحي والمبادرات المنطلقة في هذا المجال، فإنها بقيت عاجزة عن الوصول إلى المواطنين لإقناعهم بأهمية السياحة الداخلية وبكونها تشكل قطب الرحى فيها. ولم تسلم القطارات التابعة للمكتب الوطني للسكك الحديدية من سياط النقد، حيث اعتبرت بعض المداخلات أن المؤسسة التي يرأسها ربيع الخليع، لم ترق إلى مستوى التحدي الذي رفعه المغرب في مجال السياحة، إذ «العديد من القطارات التي يمتطيها السياح كاتحشم بينا»، يعلق أحد الفاعلين في مجال السياحة.