يبدو أن نوايا فؤاد عالي الهمة، الوزير المنتدب السابق في الداخلية، من وراء تأسيس «حركة لكل الديمقراطيين»، بدأت تتضح تدريجيا، فخلال تجمع تواصلي عقدته الحركة في ضواحي الرباط أول أمس، قال برلماني الرحامنة، جوابا عن أسئلة طرحت حول نيته تأسيس حزب سياسي: إن «السياسة جزء من اهتمامات الحركة»، وإنه يجري وضع آليات لتصريف المضمون السياسي عبرها، تتيح توفير «أدوات على مستوى الحكومة» و«فاعلين داخل البرلمان»، وخلق «قوة تضغط على الحكومة». ورغم أن الهمة لم يتحدث مباشرة عن نيته تشكيل حزب سياسي، فإنه كان واضحا أكثر في حوار أجراه هذا الأسبوع مع مجلة «لاغازيت دي ماروك»، حين قال إن «الحركة تحتاج إلى ذراع سياسي، والجماعات المحلية محطة أساسية بالنسبة إلينا، وسوف نركز عملنا فيها بشكل كبير»، وأضاف: «في القريب سيكون للحركة تعبير سياسي وتحالفات مع فاعلين آخرين». وعن طبيعة هذا «التعبير السياسي»، قال الهمة إن ما يمكنه قوله هو أن سبعة أحزاب سبق لها أن نشرت بيانا أعلنت فيه تفضيلها العمل من خلال فريق الأصالة والمعاصرة، في إشارة إلى الأحزاب الصغيرة التي شكلت الفريق البرلماني للهمة. وأضاف الهمة أن «لجنة تتشكل من مكونات مختلفة تعمل بشكل متسارع على هذا المخطط». وعرف اللقاء التواصلي ل«حركة لكل الديمقراطيين» بجهة الرباط، لأول مرة حضور محمد الكحص، عضو المكتب السياسي سابقا بالاتحاد الاشتراكي، حيث حرص على إلقاء كلمة مختصرة من المنصة التي يجلس عليها الهمة، تناولت مفهوم الديمقراطية، التي اعتبرها «أسلوبا في الحياة»، وخاطب أعضاء مكتب الحركة قائلا: «لا أعرف ما ستقومون به في جمعيتكم، لكنني كيساري اشتراكي ديمقراطي أرى أنه محكوم على طرقنا أن تلتقي وليس ضروريا أن يبتلع أحدنا الآخر أو يهيمن أحد على أحد». وعكست مداخلات الحاضرين، الذين غصت بهم قاعة الحفلات ب«فضاء الفلين» (العرجات)، غموض نوايا حركة الهمة بالنسبة إليهم، خاصة تجاه الأحزاب، حيث تساءل البعض عما إذا كانت الحركة تسعى إلى إفراغ الأحزاب من أطرها، وما إذا كانت تجربة الحركة تكرارا لتجربة «الفديك»، أو إعادة لتجربة «جمعيات السهول والوديان» التي ظهرت في بداية الثمانينات، ورد فؤاد عالي الهمة قائلا: «كل من يقول إننا «فديك» فهو يسب ذكاء المغاربة، فنحن لسنا فديك ولسنا جمعية سهول ووديان، وكل مرحلة تاريخية تبتدع أساليبها». وحول موقف الحركة من الأحزاب، قال الهمة: «نحن لا نضرب الأحزاب، ولا ننكر إسهامها في استقلال المغرب وتفاعلها مع الديمقراطية، ولوحظ خلال اللقاء التواصلي أن قيادات من حزب التجمع الوطني للأحرار فضلت حضور لقاء الهمة على حضور لقاء للحزب عقد ببوزنيقة، منهم صلاح الدين مزوار وزير المالية وعضو المكتب التنفيذي للحزب، ونعيمة فرح عضو المكتب التنفيذي أيضا. الهمة: علاقتي بالملك ليست خطرا على الديمقراطية قال فؤاد عالي الهمة إنه يتشرف بعلاقته بالملك، وقال إنه يستغرب للأشخاص الذين يهاجمونه اليوم باعتباره «خطرا على الديمقراطية»، وقال: «أجد من المثير أن الأشخاص الذين كانوا يلجؤون إلي كأداة للاتصال بالسلطة عندما كنت في الحكومة، أصبحوا اليوم يصرخون ويصفونني بأنني خطر على الديمقراطية، متذرعين بهذه العلاقة».