أثار غياب المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية عن هذه الدورة عدة تساؤلات، على خلفية سحب المعهد لجائزته التي كانت مقررة ضمن المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي، في آخر لحظة خلال دورته الثانية. وفي تعليق على هذا الغياب، أشار أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، في تصريح أدلى به ل«المساء»، إلى أن المعهد توصل قبل يومين فقط من بداية المهرجان بدعوة للمشاركة، يقول: «توصلنا قبل يومين من انعقاد المهرجان بدعوة تعتبر متأخرة، لا يمكننا كمؤسسة وفي ظرف يومين البت في قرار المشاركة دون إرسال باحث أو مسؤول إداري للنظر في الموضوع. في مثل هذه الأمور لا بد من إرسال طلب قبل أسبوع على الأقل لأننا لا نستطيع بين عشية وضحاها حضور عرض في الرباطوأكادير وآخر في وجدة «. كما أضاف العميد في ما يتعلق بمهرجان المسرح الأمازيغي أن هناك مسطرة مقتضاها أن على الجمعيات ذات الاهتمام بالمسرح إرسال طلب أو عرض علني موجه إلى لجنة مختصة منبثقة من مجلس إدارة المعهد. أما في ما يخص جائزة المسرح أو الفنون الأخرى كالسينما والأغنية العصرية، فإن اللجنة المختصة ستنظر في الموضوع حال توصلها بملفات المشاركة، (وللإشارة، فاللجنة لم تشرع بعد في استقبال أي طلبات إلى حد الساعة). وحول ما راج من أخبار حول عدم مشاركة المعهد بسبب استقطاب المهرجان فرقا عربية للمشاركة، أوضح العميد أن للمعهد موقفا ايجابيا من اللغة العربية لكونها للغة الرسمية لسائر مؤسسات البلاد وأن المعهد يتعامل مع سائر الجمعيات التي لها علاقة بالثقافتين العربية والأمازيغية، وخير دليل على ذلك، حسب بوكوس، توصل المعهد خلال الأسبوع الماضي إلى أرضية للعمل المشترك مع جمعية للدفاع عن اللغة العربية. كما أكد المصدر ذاته أنه من الضروري توحيد الجهود للدفاع عن الثقافتين العربية والأمازيغية باعتبارهما جزءا من الثقافة الوطنية. وخلص أحمد بوكوس إلى القول بأن هذا الزعم مجرد ادعاءات مغرضة، يقول: «الإقصاء ليس ضمن استراتيجياتنا، نحن كمؤسسة عمومية ووطنية نشتغل مع الجميع على أساس الاحترام المتبادل». وبالموازاة مع ذلك، أكد خالد بويشو، المدير التقني والتنفيذي للمهرجان، في تصريح ل» «المساء»، أن المهرجان يعرف نجاحا، وقد حقق هدفه الأساسي الذي يتجلى في خلق موعد سنوي قار لجمع شمل الفرق المسرحية الأمازيغية ، كما أضاف بويشو أن هذه التظاهرة جعلت الفرق الأجنبية تتساءل عن الأمازيغية. وتطلب مراجع ودراسات حولها. وتساءل كذلك، بخصوص نوعية الجمهور الذي يحضر العروض، هل ما إن كان منحصر في أمازيغيين فقط بحكم اللغة أم إنه يشمل جمهور غير الناطقين بالأمازيغية، يقول بويشو: «إن للمسرح لغته التقنية والفنية الخاصة به التي تتجاوز اللغة، إضافة إلى أن الديكور والموسيقى يساهمان بشكل كبير في شرح سياق المسرحية». وأكد أن توظيف التراث الأمازيغي بمختلف تجلياته، من شعر حكاية وأغنية، يساهم في إخراج المسرح الأمازيغي من قوقعته وترسيخه كثقافة أصيلة في المغرب. أما حول البرود الإعلامي الذي تشهده الدورة، فقد أوضح بويشو، من جهته، أن الصحافة الوطنية بمختلف مشاربها تقوم، قدر المستطاع، بتغطية المهرجان، كما أن القناة الثانية، التي تعد الشريك الإعلامي للمهرجان، تقوم بعرض وصلة إشهارية عن المهرجان يوميا ابتداء من الساعة الثانية والنصف، كما أكد على تعاون الإذاعات الوطنية كإذاعة أكاديروالرباط، ووجدة. وأضاف أنه تم خلال هذه الدورة توزيع أكثر من 20.000 دعوة ابتداء من الندوة الصحفية التي عقدت قبل أيام من بداية المهرجان.