تحولت عدد من شوارع وساحات مدينة بني ملال أول أمس السبت إلى ساحة مواجهات بين رجال الشرطة ومشجعي فريق رجاء بني ملال، عقب نهاية مقابلة القمة برسم الدورة العشرين من بطولة القسم الوطني الأول للهواة شطر الوسط بين فريق رجاء بني ملال وضيفه اتحاد الفقيه بن صالح والتي انتهت بفوز الضيوف بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد. ورغم الإجراءات الأمنية المشددة التي سبقت المقابلة، وإغلاق كل المنافذ والشوارع المؤدية إلى الملعب، و أبواب الملعب قبل 45 دقيقة من بداية المقابلة ومنع العديد من المتفرجين أغلبهم من القاصرين من ولوج أرضية الملعب إلا أن كل ذلك لم يمنع من وقوع أحداث شغب واقتحام لأرضية الملعب، اضطر معه الحكم عبد الله بوليفة من عصبة الشمال إلى توقيف المقابلة ثلاث مرات نتيجة إصابة بعض لاعبي اتحاد الفقيه بن صالح بعد رشقهم بالحجارة. واستمرت المواجهات بين رجال الأمن والجماهير الغاضبة بشوارع وساحات المدينة، إذ تم اعتقال 23 مشجعا لفريق رجاء بني ملال بينهم 15 قاصرا،وساهم التدخل العنيف لرجال الشرطة واستفزاز سيارات الأمن في تصاعد موجة الاحتجاجات وإصابة عدد من سيارات الأمن بأضرار نتيجة رشقها بالحجارة، وعاينت «المساء» إصابة شاحنة عسكرية بأضرار بليغة في مخرج مدينة بني ملال في اتجاه الفقيه بن صالح، واضطرت السلطات الإقليمية إلى توفير حماية أمنية مكثفة لفريق وجمهور الفقيه بن صالح الذي تحصن بأرضية الملعب ثلاث ساعات بعد نهاية المقابلة ونقل بعدها في سيارات تابعة للأمن. وانطلقت المقابلة بعد قراءة الفاتحة ترحما على أحمد الوردي الملقب ب«بنحدو» المشرف على ملعب الفريق الزائر اتحاد الفقيه بن صالح الذي وافته المنية قبل أسبوعين، وبعد مرور خمس دقائق من موعدها المحدد بعد تعليمات الحكم بضرورة إخراج الغرباء عن أرضية الملعب، وفاجأ فريق اتحاد الفقيه بن صالح أصحاب الأرض بهدف مباغت نتيجة اصطدام الكرة بأحد مدافعي رجاء بني ملال واستقرارها في الشباك، واستمر السجال بين الفريقين، ولم تمنع أرضية الملعب المتدهورة لاعبي الفريقين من تقديم أداء جيد، وقبل نهاية الشوط الأول تمكن عبد السلام لقمار من تسجيل هدف التعادل بعد ضربة رأسية مركزة استقرت في مرمى حارس الفقيه بن صالح نبيل توراس، واضطر الحكم لتوقيف المقابلة لإخراج أحد مشجعي رجاء بني ملال الذي اقتحم أرضية الملعب، وبدا التشنج واضحا بعد إعلان الحكم عن نهاية الشوط الأول حيث تبادل لاعبو الفريقين الشتم والسب قبل ولوج مستودع الملابس. بعد الاستراحة وبعد محاولة خطيرة لرجاء بني ملال أهدر خلالها الفريق الملالي التقدم في الدقيقة الخامسة من الشوط الثاني،استغل بوجمعة بونادي من فريق اتحاد الفقيه بن صالح محاولة منسقة وراوغ لاعبين قبل أن يسكن الكرة في الجانب الأيسر للحارس عزيز بلعايدي مانحا بذلك التفوق من جديد للفريق الضيف. ولم تمنع فترات توقف المقابلة الاضطرارية لاعبي رجاء بني ملال من مواصلة ضغطهم، وضيع لاعبو الرجاء الملالي ثلاثة أهداف محققة قبل أن يبتسم الحظ من جديد لسمير خلافي إثر ضربة رأسية غالطت حارس الاتحاد نبيل توراس، ليشعل بالتالي الفرحة في مدرجات الملعب بعد تعادل رجاء بني ملال. وبعد مرور عشر دقائق على هدف تعادل الرجاء فاجأ بوجمعة بونادي فريق رجاء بني ملال بهدف ثالث وبنفس طريقة الهدف الأول، لتتوقف المقابلة لتسع دقائق أخرى بعد محاولة أحد لاعبي فريق رجاء بني ملال الاعتداء على الحكم فتدخل رجال الأمن وقام الحكم بطرده لتتوقف المقابلة للمرة الثالثة، وكانت الفترات المتبقية من اللقاء فترات عصيبة خاصة بعد تحطيم سياج أرضية الملعب من طرف الجماهير الغاضبة، واتهام أعضاء من المكتب المسير لرجاء بني ملال وبعض محبي الفريق الملالي للحكم، وشهدت نهاية اللقاء أحداث مؤسفة بعد رشق أرضية الملعب بالحجارة والمعارك الطاحنة بين لاعبي الفريقين حيث استعملت الكراسي في المواجهات بين الطرفين ، ونال رجال الصحافة حظهم من الحجارة ومن التعنيف الكلامي ومنعهم من أداء مهامهم كما حدث لصحفيي قناة الرياضية الذين منعوا من إجراء استجوابات ولقاءات بعد نهاية المقابلة من غرباء امتلأت بهم أرضية الملعب. يشار إلى أن نتيجة المقابلة خولت لفريق اتحاد الفقيه بن صالح تأمين صدارته لشطر الوسط مبتعدا بثمانية نقط عن مطارده رجاء بني ملال ،وبرصيد 52 نقطة فيما تجمد رصيد رجاء بني ملال عند 44 نقطة قبل ست دورات من نهاية البطولة. كما تجدر الإشارة إلى أن منحة المقابلة كانت خيالية تجاوزت منحة فرق القسم الوطني الأول بكثير حيث أكدت مصادر ل«المساء» أن مسيري اتحاد الفقيه بنصالح رصدوا منحة 15 ألف درهم (مليون ونصف) لكل لاعب في حالة الفوز، فيما رصد مسيرو رجاء بني ملال منحة 5 آلاف درهم لكل لاعب إذا مانجحوا في كسب المباراة.