« لم نأخذ الدعم وكأن هذا المهرجان ينظم في الغابون وليس في الدارالبيضاء» هكذا قال محمد مشتري، مدير مهرجان الدارالبيضاء للفيلم القصير والفيلم الوثائقي، وفي نبرة صوته شيء من السخرية الممتزجة بالمرارة، وذلك خلال ندوة الدورة الثالثة من المهرجان التي احتضنتها الدارالبيضاء أول أمس الاثنين. جاء هذا في جواب مدير المهرجان عن أحد الأسئلة التي ألقيت عليه في شأن ميزانية المهرجان لهذه السنة والمبلغ الذي ساهم به مجلس مدينة الدارالبيضاء في هذه الدورة فقال مشتري « بناء على تجربتنا في الدورتين الأولى والثانية من مهرجاننا قدرنا أن ما سيلزمنا من المال لإنجاح المهرجان هو على الأقل مائة وسبعون مليون سنتيم، لكن مجلس المدينة لم يعطنا منها شيئا»، وأضاف « هناك مهرجان نعرفه جميعا بلغت ميزانيته ثلاثة وعشرين مليون درهم وليس سنتيم وربما لم تكن له أية قيمة ثقافية مضافة للمدينة». وفي نفس السياق أكد مشتري أن أغلب الموارد التي يعتمد عليها مهرجان الدارالبيضاء للفيلم القصير والوثائقي هي موارد ذاتية، موضحا أن الجمعية المنظمة للمهرجان عملت على إقامة مركز للتكوين السمعي البصري يتم داخله إنجاز أي شيء يحتاجه المهرجان من ملصقات ووصلات إشهارية وغيرها، بل وحتى ديكورات خشبة المهرجان الذي سيقدم عروضه السينمائية في مسرح محمد السادس بالدارالبيضاء في الفترة ما بين 28 أبريل و3 ماي 2008. ولم يفت مشتري أن يشير إلى حصول مهرجانه على مساندة المركز السينمائي المغربي بالإضافة إلى مساندة بعض الخواص. في هذا الصدد اتصلت «المساء» برئيسة قسم الثقافة والتنشيط بمدينة الدارالبيضاء وفاء الصقلي لكي تعلل لنا سبب حرمان مهرجان الدارالبيضاء للفيلم القصير والوثائقي من الدعم فإذا بنا نفاجأ بقولها « أؤكد لكم أننا لم نتلق أي طلب دعم هذه السنة من هذا المهرجان، وحتى إن كان هذا الرجل قد راسلنا ورفضنا تقديم الدعم المالي للمهرجان لأن الميزانية مثلا لا تسمح فإننا في هذه الحالة نرد عليه كتابيا من خلال مراسلة نعتذر له فيها عن عدم تمكننا من دعمه هذه السنة ونعده بدعمه السنة المقبلة». وعند سؤالها عن مدى صحة كون هذه ثالث مرة يتقدم بها محمد مشتري بطلب الدعم من مجلس مدينة الدارالبيضاء ويقابل بالرفض أجابت المسؤولة الثقافية بمجلس المدينة :» المرة الوحيدة التي تقدم فيها هذا المهرجان بطلب الدعم هي السنة الماضية، ولكنه قدم طلبه متأخرا أي قبل بداية المهرجان بعشرين يوما، ونحن أجبناه وقلنا له يجب أن تكونوا محترفين أكثر وتطلبوا الدعم مبكرا حتى نتمكن من إدراجه في ميزانيتنا السنوية، لكني أؤكد لكم أنه لم يطلب الدعم لا في دورته الأولى ولا الثالثة». وفي الندوة الصحفية نفسها أكد محمد مشتري مدير المهرجان، أن دورة هذه السنة من هذا المهرجان الدولي سوف تكرم كلا من الفنان المغربي عمر شنبوط والمخرجة فريدة بورقية وأيضا الممثل المصري عبد العزيز مخيون. وسيعرف مهرجان الدارالبيضاء الدولي للفيلم القصير والفيلم الوثائقي إجراء مسابقة رسمية للأفلام القصيرة سيشارك فيها 13 فيلما قصيرا منها 7 أجنبية ومسابقة للأفلام الوثائقية ستضم عشرة أفلام وثائقية منها خمسة مغربية. وقد ذكر مشتري أن هناك لجنة متخصصة عملت على انتقاء هذه الأفلام تكونت من توفيق ناديري صحفي ونور الدين كشطي ناقد سينمائي وعبد الرحيم المنياري ممثل بالإضافة إلى محمد حاي وتيمود.