منعت سلطات ولاية الرباط، مساء أول أمس، وقفة احتجاجية كانت تعتزم تنظيمها تنسيقية مناهضة غلاء المعيشة، ووقعت مشادات كلامية في شارع محمد الخامس، بين منظمين ورجال الأمن حول معنى المنع من الناحية القانونية. واضطر باشا مدينة الرباط، إلى إخراج ورقة مكتوب فيها «تمنع المظاهرة»، فرد أحد منظمي الاحتجاج بأنه لا يعترف بورقة غير قانونية لا تستند إلى أي فصل قانوني يعطي الحق للسلطات في منع تظاهرة سلمية ضد ارتفاع الأسعار. وأمام تصعيد الموقف، دخل الجانبان في معركة التدافع والتشابك بالأيدي، فكان الرد رفع شعارات: «شوفو المغرب الجديد، مغرب القمع والتشريد». ومع توالي الدقائق، ارتفعت أصوات الاحتجاجات، وازداد عدد المحتجين، وارتفع كذلك عدد القوات المساعدة والأمن، وتم ترديد شعارات مدوية تستنكر غياب الحكومة وعدم تدخلها العاجل لثني المضاربين والمفسدين المساهمين بدورهم في رفع ثمن القوت اليومي للمواطنين. وفوجئ مصطفى البقالي، منتج بقناة «بي بي سي» العربية بالرباط، بضربة في عنقه، جعلته يفقد توازنه ويسقط أرضا، إلى درجة أن قنينات الماء لم تسعفه ليستيقظ من غيبوبته، وفي تلك اللحظة، تجمعت مجموعات هنا وهناك وبدأ التدافع، وشوهد رجل يتوعد شرطيا ضربه رغم أنه لم يتظاهر، بل كان يهم بدخول مقر عمله، واحتج بكل قواه دون جدوى، كما دخل رجال أمن في نقاش حاد حول كيفية احتواء المظاهرة، بل وقع اصطدام بين اثنين محسوبين على الأمن، وكادا أن يتشابكا بالأيدي لولا تدخل رجال آخرين لفض النزاع.