قبل أسابيع، تم عزل نائب حاكم مقاطعة سانت (في شارونت ماريتيم) الفرنسية، لأنه نشر عبر موقع الإنترنت «أمة دوت كوم» موضوعا قال فيه «إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي يوجد بها قناصة يذبحون الفتيات الصغيرات عند أبواب المدارس» وأضاف «السجون الإسرائيليةّ، حيث يتم التوقف عن تعذيب الإسرائيليين فقط يوم السبت لأنه عيد ديني». جاء ذلك ردا من برونو كيك، على «وجهة نظر» نشرت في جريدة «لوموند» بتاريخ 27 فبراير 2008، كتبتها « أسماء إعلامية مرموقة» صديقة لإسرائيل، مثل باسكال بروكر وآلان فينكيلكرانت وكلود لانزمان، والذين اعتبروا «الأممالمتحدة معادية لحقوق الإنسان» حيث تمت مهاجمة أندريه تاكييف وفريدريك إنسيل، وحيث فضل هؤلاء مهاجمة مجلس حقوق الإنسان في الأممالمتحدة وممثليه وقراره المؤرخ في 30 مارس 2007، وكل ذلك لأنه انتقد إسرائيل والولايات المتحدة. والواقع أن كل ما فعله برونو هو أنه فند، مستندا إلى ما يلزم من الحجج، اتهامات أطروحة موقعي «وجهة النظر» تلك، وبين كيف أن دولة إسرائيل هي دولة تقوم على العقيدة، مستشهدا بتيودور هرتزل ومواقفه. من جهته، أكد، رئيس الحزب الوطني الديني»، الجنرال إيفي إيطام، عام 2002 :«نحن الشعب الوحيد في العالم الذي يحاور الرب. إن دولة يهودية حقيقية لا يمكن أن تكون إلا على أرض تمتد من البحر إلى الأردن». طبعا، بالنسبة لفيزل وأصدقائه مثل هذه الأقوال لا يمكن أن يجهروا بها، تماما كما يتسترون على كون- وكما قال برونو كيك- «عدد الضحايا الذي خلفته هجمات الحادي عشر من شتنبر هو عشر مرات أقل من عدد ضحايا الذي خلفه الحصار الذي ضربه عام 1992 الجيش الإسرائيلي على بيروت»، دون احتساب مجزرتي قانا الأولى والثانية. وعموما فإن برونو كبك ليس الوحيد الذي أكد أن لإسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي يذبح قناصوها الفتيات الصغيرات عند خروجهن من المدارس. وقد نقلت إميرا هاس في مقال لها نشر في 20 نونبر 2000، حوارا دار بينها وبين جندي إسرائيلي، حيث سألته عما إذا كان يسمح له بإطلاق النار على طفل فلسطيني سنه أقل من 12 سنة، فأجاب: «مسموح على الذين يبلغ سنهم 12 سنة فما فوق، لأنهم لم يعودوا أطفالا». (أنظر «لافابريك» 2004، الصفحة 111). ولا ينطق الموقعون على «وجهة النظر» في لوموند ببنت شفة حول مثل هذه الجرائم. أما فيما يخص التعذيب فتجدر الإشارة إلى كتاب «المحبوسون» لكاتبه سيلفان سيبي، الصحفي بجريدة لوموند، والمراسل السابق بالقدس، علما أنه هو نفسه يهودي الديانة. ومع ذلك فإن ما كتبه برونو كيك أدى إلى إقالته من منصبه بدعوى أنه لا يحترم «حق التحفظ». ولكن ما الذي يمكن أن يقال عن الرئيس الفرنسي الذي لك يتردد في التصريح أثناء عشاء مع المجلس الممثل للمؤسسات اليهودية :«لن أقابل، ولم أمد يدي لمصافحة يد أي واحد من أولئك الذين لا يعترفون بدولة إسرائيل»، باستثناء الأيادي التي يمكن أن توقع عقودا عجيبة مثل ليبيا والمملكة العربية السعودية ودول الخليج. ونتساءل، لو كان برونو قد هاجم في مقاله «حماس» أو «الجهاد الإسلامي» أو حزب الله، هل كان سيعاقب؟