قالت ألكسندرا مونتون، المديرة العامة المساعدة للموقع الإلكتروني «روكروت كوم»، إن مؤسستها ساعدت على تدبير إشكاليات التوظيف لمجموع 120 ألف إطار يتحملون مواقع المسؤولية معربة عن اعتقادها أن التشغيل الإلكتروني بالمغرب هو قطاع استثماري واعد. وأوضحت، في حوار مع «المساء» أن موقع روكروت استقبل 3.5 مليون زائر خلال العام الماضي. - هل بإمكانكم تحليل سوق التشغيل الإلكتروني بالمغرب؟ > لقد تحول التوظيف عبر الأنترنت إلى حقيقة ملموسة في المغرب، وهو ما سمح لشركتنا بتطوير أنشطتها وبالعمل مع عشرات الشركاء في سوق الشغل، حيث يشهد الميدان ارتفاع حجم العرض. احتفلنا في فبراير الماضي بمضي سنتين على تأسيس الشركة ورافقنا نمو أنشطة 700 مقاولة (شركات توظيف، مؤسسات دولية، مقاولات صغرى ومتوسطة في نمو مطرد) وساعدناها في تدبير إشكاليات التوظيف بأطر فاق مجموعها 120 ألف إطار يتحملون مواقع المسؤولية. بعد مرور سنتين على تواجدنا في سوق التشغيل الإلكتروني، يمكن أن نقول إن الحصيلة إيجابية جدا. أرى في اعتقادي أن التشغيل الإلكتروني بالمغرب هو قطاع استثماري واعد شريطة أن يكون مهنيا إضافة إلى التمكن من التقنيات الإلكترونية للتوظيف. سنة 2007، زار موقع روكروت. كوم 3,5 ملايين زائر وسُجل في 42 مليون صفحة، مما جعل الموقع يحتل المرتبة الخامسة في بوابة التوظيف الفرانكفوني في العالم والمرتبة السابعة في المغرب من بين المواقع المغربية في جميع المواضيع. فرص التطور قوية وتكفي متابعة آخر المستجدات في أوروبا لقياس ما يمكن فعله. أعتقد أنه عهد البوابات الإلكترونية المتخصصة. - كيف تتم منهجية ربط العلاقة بين المترشحين والمقاولات الزبونة؟ > لدينا طريقتان للحصول على ملفات المترشحين: التوصل ببيانات السيرة الذاتية بعد عرض إعلان وظيفة ما، أو الولوج مباشرة إلى مكتبة بيانات السيرة الذاتية. في الحالة الأولى، عندما تعرض مقاولة فرصة شغل، فإنها تستقبل مئات الملفات من أجل تلك الوظيفة. ما نقوم به نحن هو تحديد 10 معايير للانتقاء وإطلاق عملية بحث بكلمات مفاتيح تسهل انتقاء الملفات التي تستجيب لشروط الوظيفة المعلنة ببعض النقرات على فأرة الحاسوب، مما يجعل عملية الاختيار أكثر سلاسة. بعد انتهاء هذه المرحلة، تتصل المقاولات والشركات مباشرة بلائحة المرشحين الذين تتوفر فيهم شروط المنصب. وبما أن هذا النوع من الانتقاء دقيق جدا، فإن المرشح مطالب بإتمام بيان سيرته لكي تتضح الكلمات المفاتيح المعتمدة في البداية وتقوية حظوظه في محركات البحث الخاصة بالموارد البشرية. أما في الحالة الثانية، يتوفر موقعنا على ما يفوق 40000 بيان سيرة داخل مكتبة خاصة تم إرسالها على الأقل 6 أشهر من طرف المرشحين، وتتفحصها المقاولات الزبونة للعثور على أفضل الكفاءات المغربية داخل المغرب أو خارجه. على المرشح أن يتسلح بالصبر، إذ رغم أن الأنترنت قد قلص من مدة إرسال ومعالجة بيان السيرة، فإن سيرورة الحصول على منصب شغل جديد طويلة شيئا ما، قد تمتد إلى عدة أشهر في المتوسط. - ما هي الوسائل التي تستخدمونها لجلب وإقناع مسؤولي الموارد البشرية في المقاولات ليضعوا إعلاناتهم في الموقع؟ > مهمتنا الأساسية وضع التكنولوجيا في خدمة تطوير الموارد البشرية بالمغرب، والأنترنت هي دعامة مهمة في هذا المجال. وبما أن البيئة المحيطة تتغير بحضور قوي للأنترنت في الحياة اليومية، فإن المقاولات عليها أن تستفيد من وسائل التواصل الناجع مع المرشحين، لهذا خصصنا داخل الموقع صفحة تسمح للمقاولة، وبالتالي لمسؤولي الموارد البشرية، بالتواصل مع المرشحين والحصول على فضاء مستكشف للكفاءات. عندما يضع معلن ما عرض وظيفة معينة، يستفيد بشكل مجاني من فضاء خاص وآمن للعمل، وأدوات للتشغيل الإلكتروني من أجل تدبير مشاريع التوظيف، داخليا نضع نشرة آنية لآخر عروض العمل. نحتل صدارة الوسائط الإعلامية في الموارد البشرية بالمغرب، ونخول لمسؤولي الموارد البشرية الوصول إلى فضاء لا مثيل له في السوق المغربية، ونساعدهم في كافة المراحل المتعلقة بعرض إعلان شغل واختيار المرشحين المؤهلين. - كيف تشجعون عودة الأدمغة المغربية إلى بلدها الأم؟ منذ تأسيس روكروت. كوم قمنا بالعديد من الأنشطة التواصلية بالمغرب وخارجه للتعريف بخدماتنا لأكبر شريحة ممكنة من الأطر المغربية في المهجر، وتجاوب معنا المغاربة القاطنون بالخارج بشكل كبير. وبنفس الاستراتيجية، وقعنا اتفاقيات تعاون مع أهم الفاعلين في التوظيف الإلكتروني بإسبانيا وفرنسا من أجل توسيع إمكانيات الوصول إلى أكبر عدد من الكفاءات المقيمة بالخارج، مما يتيح للشركات المغربية أن تبحث عما تحتاجه وما يناسبها من الأطر التي تشتغل بالخارج. - بعد سنتين من الوجود، كيف تقيمون حصيلة عملكم؟ > نشكل ملتقى للكفاءات المهنية عبر الأنترنت وحلقة وصل بين المشغلين والباحثين عن فرص الشغل. خلال سنتين فقط، فرضنا أنفسنا كفاعل وطني في مجال تطوير فرص الشغل بالمغرب، ورغم وجود بعض المشككين في مدى استمرارية عملنا، إلا أننا راضون عن النتائج التي حققناها إلى حد الآن بفضل الثقة التي يضعها فينا شركاؤنا.