لم يتوقف الجدل بعد بخصوص مشاركة المنتخب الوطني في منافسات بطولة العالم للعدو الريفي التي احتضنتها اسكتلندا يوم الأحد الماضي وخرج المغرب خلالها خاوي الوفاض دون أن يتمكن من الصعود إلى منصة التتويج في أسوأ مشاركة له. وكشف عدد من العدائين في اتصالات أجروها مع «المساء» أن عوامل كثيرة ساهمت في هذه المشاركة السلبية، من بينها الطريقة التي تم بها انتقاء العدائين وعدم الاستعداد بشكل جيد للتظاهرة وغياب التحفيز فضلا عن المشاكل التي صادفوها في المغرب والتي استمرت بعد وصولهم إلى اسكتلندا. وأوضحوا أن انتقاء العدائين لم يتم بشكل عادل، وأنه تدخلت فيه معايير لا علاقة لها بما هو رياضي، لافتين الانتباه إلى إقصاء عدائين تألقوا في بطولة المغرب والمناداة على آخرين دون أن يكونوا في كامل الجاهزية، معطين المثال بالعداء عبد اللطيف شملال الذي حل في المركز 138، وهو الاختيار الذي رسم علامات استفهام كبيرة على حد قولهم، إضافة إلى عدم استعداد العدائين بشكل جماعي، إذ إن معظمهم كان يتدرب بشكل انفرادي، مؤكدين أنها المرة الأولى التي تتم فيها الاستعدادات لبطولة العالم بهذه الطريقة. إلى ذلك أكد المتحدثون أنفسهم أنهم اضطروا إلى قضاء يوم كامل بالقنصلية البريطانية امتد من الثامنة صباحا إلى الخامسة مساء لإنجاز التأشيرة، في الوقت الذي كان المفروض فيه أن يتم تجنيب العدائين هذا العناء وتبادر مصالح الجامعة إلى إنجاز التأشيرات، بدل أن يقف العداؤون في طابور القنصلية. كما تساءلوا عن الجدوى من السفر في ساعة متأخرة في الليل إلى اسكتلندا، مع أن المفروض على حد قولهم أن يسافروا في أحسن الظروف لتجنب التعب، وحتى يكونوا في كامل الطراوة البدنية والمعنوية لخوض المنافسات. من ناحية اخرى كشف العداؤون أنهم خاضوا المنافسات بدون مدلك، إذ إنه لم يصل إلى اسكتلندا إلا بعد انتهاء المنافسات، بعدما وقعت له مشاكل في المطار أجلت سفره. وتابعوا أن المشاكل زادت لدى وصولهم، إذ تم منحهم مصروف جيب هزيل، وأن عددا منهم اضطروا إلى اقتناء أحذية من مالهم الخاص لخوض المنافسات، لأنه لم يتم توفير جميع القياسات، كما أن عدائين في منتخب الكبار اضطروا إلى إجراء السباق المتعلق بهم بأقمصة الفتيات، وهو الأمر الذي وصفوه بأنه «مهزلة» حقيقية، في الوقت الذي تربط فيه الجامعة عقودا مع عدد من المحتضنين وتتوفر على موارد مالية هي الأكبر في تاريخ أم الألعاب. من ناحية أخرى كشف العداؤون الذين تحدثوا إلى «المساء» أنهم خاضوا البطولة بدون حوافز، مشيرين إلى أنهم لما شاركوا في الدورة الماضية في كينيا فإنهم بذلوا جهودا كبيرة للتتويج بعدما قدمت لهم الجامعة عدة وعود، لكنها لم تف بأي منها ومن بينها توظيفهم، مشيرين إلى أن منحة احتلالهم للمرتبة الثانية في مومباسا لم يتوصلوا بها إلا يومين قبل السفر إلى اسكتلندا. إلى ذلك قال العداء العالمي السابق خالد السكاح الحائز مرتين على لقب بطولة العالم للعدو الريفي، إن المشاركة المغربية لم تكن في المستوى المنتظر، وتابع السكاح متحدثا ل«المساء» أن المغرب يتوفر على عدائين موهوبين وأنه بالإمكان تحقيق نتائج أفضل، لو أسندت الأمور إلى ذوي الاختصاص على حد قوله، مشيرا إلى أن الطريقة التي يتم بها تهييء المنتخبات الوطنية لألعاب القوى خاطئة، وأنه يجب إعادة النظر فيها وفتح نقاش صريح حولها، وابرز أنه عندما لايكون لديك أبطال متميزون في العدو الريفي، فإن معنى ذلك أنه لا يمكن المنافسة في مسابقتي 5000 و10 آلاف متر. وخلص إلى القول، إنه لا ينفي أن الجامعة تحاول بذل مجهودات للدفع قدما بالقوى المغربية.