اعتبر سليمان أنيل، مدير مركز الأمن المعلوماتي بمنظمة حلف الشمال الأطلسي، أن الهجمات الإلكترونية، التي تتم من طرف قراصنة الشبكة المعلوماتية، لا تقل خطورة عن الهجمات الحربية الجوية بالنسبة إلى أمن الدول في مثل هذه الحالات. وأضاف ذات المتحدث، في ندوة علمية أقيمت مؤخرا بلندن، أن تأمين البنيات الإلكترونية في الدول ينبغي أن يرتقي إلى نفس الاهتمام بتأمين الأمن العسكري والمدني، مقدما مثلا بدولة أستونيا التي تعرضت إلى هجمة إلكترونية قضت على كل الأنظمة المعلوماتية لكل مؤسسات الدولة. من جهته، قال لورانس إفراح، باحث بجامعة باريس الثانية، إن الصين تتوفر، لوحدها، على ما يزيد عن 20 ألف قرصان إلكتروني “هاكرز”، وأن هؤلاء يعتبرون جيشا في مفهوم الحرب الإلكترونية التي يشنونها منذ مدة على مواقع أمريكية وأوربية. وزاد نفس المتحدث، في ندوة بالمجلس الأوربي بستراسبورغ نقلتها صحيفة “لوموند” الفرنسية أول أمس الثلاثاء، أن قراصنة المغرب نجحوا في تدمير ومحو قرابة 400 موقع إلكتروني إسرائيلي، قبل أن يوجهوا هجماتهم الإلكترونية إلى ما يفوق 15 ألف موقع مغربي. واستنادا إلى تقارير صادرة عن الاتحاد الأوربي، فإن مخاوف الدول الأعضاء من حرب إلكترونية قادمة أصبحت تشكل انشغالا كبيرا لديها، في وقت تشير فيه هذه التقارير إلى أن الصين أضحت تتوفر على جيش رابع بعد جيوش الأرض والجو والبحر، يهاجم ويضرب من داخل الشبكة الإلكترونية. إلى ذلك، حذر الباحث لورانس إفراح من خطورة فيروس إلكتروني جديد ظهر مؤخرا تحت اسم “ستورم وورم”، حيث فاق عدد ضحاياه حتى الآن أزيد من 20 مليون حاسوب عبر العالم، وأن خطورته تتشكل في كونه ينتقل بسهولة لحظة تبادل ملفات الموسيقى والفيديو. ووفق معطيات رسمية أمريكية، فإن تكلفة هجمات قراصنة الأنترنت منذ سنة 2000 بلغت ما يفوق 1600 مليار دولار أمريكي من الخسارة بالنسبة إلى الدول والمؤسسات الاقتصادية والمالية المتضررة، وأن هؤلاء لم يصلوا بعد إلى درجة من الوعي لتقدير خطورة الحرب الإلكترونية القادمة على شبكة الأنترنت.