أكد الدكتور حسن الريحاني، رئيس قسم الأنكولوجيا بمستشفى مولاي عبد الله بالرباط، أن هناك ارتفاعا متزايدا لعدد المصابين بالسرطان في المغرب بسبب التدخين. وأضاف الريحاني، في ندوة حول موضوع «المجتمع والتدخين»، نظمها طلبة كلية العلوم أمس بالرباط، أن 80 % من حالات الإصابة بسرطان الرئة يسببه التدخين، كما أن سرطانات الحنجرة والمثانة وعنق الرحم لها علاقة مباشرة بالتدخين. وقال إنه بفضل حملات الحد من التدخين التي تشنها البلدان المتقدمة كالولايات المتحدة وأوربا بدأت أعداد المصابين بالسرطان تنخفض، بينما بدأت ترتفع في المغرب ودول العالم الثالث بصفة عامة، بسبب شركات التبغ التي وجدت في هذه البلدان مرتعا مثاليا للقيام بنشاطها وترويج السجائر. وحسب نتائج آخر استطلاع ميداني أجرته وزارة الصحة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والمركز الأمريكي لمراقبة الأمراض حول ظاهرة التدخين في الوسط المدرسي بالمغرب، فإن %15.5 من الشباب هم من المدخنين، حيث يشكل الذكور 19.2 %، بينما تشكل الإناث 9.4 %. كما أظهر الاستطلاع أن %24.2 من الشباب المدخنين بدؤوا تدخين السجائر عندما كان عمرهم أقل من 10 سنوات وأن %57.3 من الشباب شاهدوا إشهارا للتبغ في الجرائد والمجلات خلال الأيام الثلاثين قبل بدء الاستطلاع، بينما شاهد %60.1 إعلانا يروج للسجائر في المناسبات الرياضية. أما بالنسبة إلى التدخين السلبي، فقد كشف الاستطلاع أن 65 % من الشباب، سواء كانوا مدخنين أم لا، يعترفون بكون التدخين السلبي يضر بالصحة، و44.4 % يتعرضون لدخان السجائر في الأماكن العمومية، و81% يؤيدون منع التدخين بها. وكشف أحدث تقرير تصدره منظمة الصحة العالمية أن التبغ قتل 100 مليون إنسان خلال القرن الماضي، وأنه سيقتل قرابة مليار شخص خلال القرن ال21 ما لم تتسارع خطوات مكافحته، مؤكدة أن التبغ يقتل حاليا 5.4 ملايين إنسان سنويا، وما لم تتم السيطرة عليه فمن الممكن أن تتزايد أعداد الوفيات الناجمة عنه لتصل إلى 8 ملايين شخص سنويا بحلول عام 2030. وكشف أول تحليل شامل لظاهرة تعاطي التبغ، على الصعيد العالمي والجهود المبذولة لمكافحتها قامت به المنظمة، أن %5 من سكان العالم فقط هم ممن يعيشون في بلدان تحمي سكانها باتخاذ التدابير السياسية الرئيسية التي تسهم في الحد من معدلات التدخين، وأن جميع حكومات العالم تجمع كل عام أموالا من الضرائب المفروضة على التبغ بقيمة تفوق ما تنفقه على جهود مكافحة التبغ بنحو 500 مرة.