تمكنت عناصر فرقة مكافحة العصابات بالقنيطرة، في وقت مبكر من صباح الأحد الماضي، من القبض على لص متلبس بسرقة مكتب تابع لإحدى شركات التأمين بعمارة فاخرة توجد بزنقة مولاي عبد الله، غير بعيد عن مقر ولاية أمن القنيطرة. وتبين بعد توقيفه أنه كان وراء السطو على مكاتب عدد من الموثقين في المدينة، تمكن خلالها من الحصول على مبالغ مهمة. ووفق ما كشف عنه مصدر موثوق ل«المساء»، فإن عملية اعتقال اللص المذكور جاءت بعد شكوك انتابت فرقة لمكافحة العصابات، تواجدت بالصدفة بموقع الحادث في إطار جولاتها الروتينية، بخصوص ضجيج ينبعث من العمارة الفاخرة، مما دفع عناصرها إلى الترجل عن سيارتهم، قصد استجلاء الأمر، حيث تمت المناداة على حارس العمارة، الذي أفادهم بأن كل الشقق المتواجدة بالبناية مخصصة لمكاتب شركات ومؤسسات خاصة، وأن جميع العاملين بها يغادرونها أثناء عطلة الأسبوع، وهو ما زاد من شكوك عناصر الفرقة المذكورة حول إمكانية تعرض أحد المكاتب لعملية سطو. وأضاف المصدر ذاته أن أفراد الأمن وضعوا خطة أمنية آنية لمواجهة أي طارئ محتمل، وقسموا الأدوار في ما بينهم على أساس أن يقوم بعضهم بمراقبة مدخل العمارة ومحيطها، في حين أوكلت إلى البعض الآخر مهمة مداهمة المكان مع أخذ الاحتياطات اللازمة. وقد أسفرت هذه العملية، حسب المصدر نفسه، إلى اعتقال شخص متلبس بسرقة خزنة حديدية من مكتب للتأمين، حيث قرر، بعد أن صعب عليه فتحها، حملها إلى إحدى الشقق الفارغة رقم»14»، الموجودة بنفس البناية، والتي كان قد عثر على مفاتيحها بالصدفة في وقت سابق. وأفاد نفس المصدر بأن المتهم «م ف»، 31 سنة، عازب، من ذوي السوابق في ميدان السرقات الموصوفة، أقر أثناء تعميق البحث معه بأنه كان يستهدف -إلى جانب مكتب التأمين الذي ضبط به، بعد أن استطاع الولوج إليه عبر كسر أقفاله- مكتبا آخر مجاورا، تعود ملكيته إلى أحد الموثقين، ثبت، أثناء الاستماع إليه على سبيل الاستئناس، أن خزنته كانت تضم مبلغا كبيرا قدر بحوالي 80 مليون سنتيم. وأكد ذات المصدر أن المتهم اعترف بكونه اقترف عملية مماثلة، وبنفس الطريقة، شهر رمضان المنصرم، استهدفت مكتب موثق «ب» مشهور بالقنيطرة، استطاع على إثرها سرقة مبلغ 65 مليون سنتيم، أنفقها كلها في العلب الليلية والجولات بمختلف المدن السياحية المغربية، إضافة إلى ذلك، يؤكد المصدر نفسه، كشف سارق المكاتب الفاخرة، أثناء مراحل التحقيق، أنه كان يقوم بكراء سيارة للتجوال بالمدينة، مستغلا حسن هندامه، بغاية حصر الأماكن المستهدفة للسرقة خلال عطلة الأسبوع، خاصة العمارات التي تضم مكاتب الموثقين، لعلمه المسبق، بأن هؤلاء يتعاملون في مجال العقار بشكل كبير، وبالتالي فإنهم غالبا ما يحتفظون بمبالغ مالية مهمة داخل مكاتبهم. وحسب المصدر ذاته، فقد تم تقديم السارق «م ف»، بعد اعترافه بالمنسوب إليه، إلى النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة، بتهم تتعلق بالسرقة الموصوفة، التي تتضمن السرقة بالكسر والسرقة بالتسلق، مع استعمال ناقلة ذات محرك.