علمت «المساء» أن وزارة التربية الوطنية بصدد الإعلان خلال الأسبوع المقبل عن «مخطط استعجالي» لإصلاح منظومة التعليم، يحدد أولويات الإصلاح وفق برنامج محدد، وقال مصدر من الوزارة ل«المساء» إن «المخطط» سيتم تطبيقه بشكل فوري، مباشرة بعد المصادقة عليه، ورفض المصدر إعطاء تفاصيل أكثر حول طبيعة المخطط وما إذا كان يستهدف التعليم الابتدائي والثانوي أم يهم أيضا التعليم العالي. وعلمت «المساء» أن وزير التربية الوطنية قام بمشاورات مع عدد من الفاعلين، من أجل إنضاج هذا المخطط الذي يهدف اتخاذ إجراءات استعجالية لتجاوز أزمة التعليم. ويتزامن إعلان هذا المخطط مع انكباب المجلس الأعلى للتعليم على إعداد تقرير حول حالة منظومة التربية والتكوين، ينتظر أن يتم رفعه إلى الملك في الأيام المقبلة. وكشفت مصادر مطلعة ل«المساء» عن بعض المعطيات التي يتضمنها التقرير حول تردي الوضع التعليمي، منها أن أكثر من 43 في المائة من خريجي الجامعات لا يجدون فرصا للشغل ويصبحون عرضة للبطالة. ويشير التقرير إلى أن البطالة لم تعد منحصرة في أوساط خريجي الجامعات، بل إنها تمس حتى خريجي المعاهد بنسبة تصل إلى أكثر من 2 في المائة. وعزا التقرير مشكل بطالة الخريجين إلى عدم تلاؤم منظومة التعليم مع سوق الشغل. وحسب مصادر «المساء» فإن هناك مفارقات في توزيع الأساتذة على المدارس، حيث إن حوالي 3340 أستاذا في التعليم الابتدائي لا يتوفرون على أقسام للتدريس فيها، في حين أن خصاص المدارس الأخرى يصل إلى 1390 أستاذا في الابتدائي. ويقف التقرير عند مشكل عدم انضباط الأساتذة واحترامهم لساعات العمل، حيث إن أكثر من 37 في المائة من أساتذة التعليم الإعدادي لا يمارسون فعليا ساعات العمل القانونية المحددة في 24 ساعة في الأسبوع. أما أساتذة التعليم الثانوي فإن 16 في المائة منهم لا يحترمون ساعات العمل المحددة في 21 ساعة في الأسبوع. أما في التعليم العالي فيشير التقرير إلى أن مشكل الاكتظاظ يبقى أكبر عائق، حيث تفوق نسبة التأطير معدل 85 طالبا لكل أستاذ جامعي. ويشير التقرير إلى قلة عدد الأساتذة في الجامعة، خاصة بعد تطبيق المغادرة الطوعية سنة 2005، حيث يبلغ عددهم خلال موسم 2006-2007 حوالي 9870 أستاذا. ويتناول التقرير أيضا حالة الاستنزاف التي تعرفها المدرسة المغربية، حيث إن 216 تلميذا انقطعوا عن المدرسة سنة 2006 وحدها.