خلطت تصريحات زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، الأخيرة، أوراق المخابرات الغربية، بعد توعده ب«الانتقام» من نشر الرسوم المسيئة للنبي (ص)، وألقت هذا التهديدات بانعكاساتها على المغرب الذي تربطه علاقات قوية بالاتحاد الأوربي. واعتبر محمد بنعلال، الخبير المغربي في الشؤون العسكرية والجماعات المسلحة، أن المغرب، بحكم تحالفه الاستراتيجي مع دول أوروبية، في حرب الطرفين ضد الإرهاب، معني إلى حد كبير بتوعد زعيم تنظيم القاعدة» أسامة بن لادن الاتحاد الأوروبي ب«رد قاس» على إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم). وحذر بنعلال من أن تصريحات بن لادن التي قال فيها «إن نشر تلك الرسوم هدفه اختبار المسلمين في دينهم، والجواب هو ما ترون لا ما تسمعون فلتثكلنا أمهاتنا إن لم ننصر رسول الله صلى الله عليه وسلم»، يمكن أن تنطوي على نوايا بتوجيه ضربة موجعة إلى أوروبا عبر تبني مختلف الخيارات المسلحة ومنها استعمال أسلحة بيولوجية. كما حذر الخبري العسكري المغربي من تحرك الخلايا النائمة للقاعدة بالمغرب العربي والصحراء والساحل وأوروبا للانخراط في تهديدات بن لادن للاتحاد الأوروبي. ومن جهته، قال منار السليمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس: «إن رسالة بن لادن الموجهة بالتحديد إلى دول أعضاء بالاتحاد الأوروبي، ستدفع في اتجاه تغيير طبيعة التعاون التشاركي بين الاتحاد والدول المعنية بقضايا الإرهاب كالمغرب». وأبرز السلمي، في تصريح ل«المساء»، «أن توظيف بن لادن لمصطلح الحرب الصليبية في خطابه التعبوي والحركي، يجعل الرباط معنية بتهديدات القاعدة أكثر من أي وقت مضى، علما بأن المملكة ظلت بمفردها مستعصية على القاعدة التي نجحت في ضرب موريتانيا والجزائر وتونس بعمق». وذهب تحليل السليمي إلى حد اعتبار أن ضعف التنسيق بين الأجهزة الأمنية بين دول الاتحاد الأوروبي، الذي انكشف عبر اختراق عبد القادر بلعيرج لأجهزة استخباراتية سرية دولية، من شأنه بعثرة أوراق السياسة الأمنية الأوروبية وحملها على أن تتبنى تعاطيا جديدا مع عملائها من أصول عربية وهي تفكك شفرات خطاب بن لادن المهدد لأمنها. وأوضح السليمي أن «خطاب بن لادن الموجه إلى أوروبا، التي تحتضن أفول الانتحاريين الرحل من الجيل الثاني والثالث للمهاجرين العرب، كان مستغرقا في التمويهات»، مبرزا أن «الخطاب يحمل ربما رسائل خاصة إلى من يهمهم الأمر الذين قد يكونون بالمغرب أو العراق أو أوروبا».