أعلنت جمعية «1200 سنة على تأسيس فاس» قبل أسبوع أنها ستنظم يوم الاثنين 17 مارس الجاري ندوة صحفية بأحد فنادق فاس مصحوبة ببرنامج لزيارة أهم المواقع الأثرية والتاريخية بفاس والتي من المقرر أن تحتضن احتفالات تخليد هذه الذكرى، لكن الندوة التي من المقرر أن يكشف فيها عن تاريخ بدء هذه الاحتفالات على الصعيد الوطني لم تعقد. وقيل بعد ذلك إن الندوة أجلت إلى يوم الجمعة 21 مارس الحالي، ليفاجأ جل المتتبعين مرة أخرى بتأجيل هذه الندوة إلى تاريخ لاحق لم يحدده مسؤولو هذه الجمعية. وقد كان، طبقا لتصور المشروع، مقررا أن تبدأ الاحتفالات في يناير الماضي. فيما زينت شوارع فاس الرئيسية، وخصوصا منها شارع الحسن الثاني بالأعلام الوطنية ولافتات وملصقات تعلن عن تخليد هذه الذكرى، لكن دون أية إشارة إلى تاريخ انطلاق الاحتفال ولا برنامجه. ولوحظ على بعض الحافلات التابعة للمجموعة الحضرية تزيينها باللون الأحمر مع عبارات تفيد بأن فاس تحتفل بمرور 12 قرنا على تأسيسها. وذاعت أخبار في مقاهي المدينة ومنتدياتها حول أن الملك محمد السادس سيستقبل مسؤولي الجمعية بمجرد عودته من السينغال لإعطاء الانطلاقة للتخليد، وهو ما لم يتم إلى حد الآن. وتزامنت هذه التأجيلات المتوالية مع خرجات إعلامية للمدير التنفيذي للجمعية، أحمد بن الصديق يتهم فيها سعد الكتاني، المفوض السامي لتخليد الذكرى ورئيس الجمعية، بإبعاده عن الجمعية بالرغم من أنه عين برسالة ملكية، وبالرغم من أنه صاحب المشروع، ولم يرد مسؤولو الجمعية على هذه الاتهامات، فيما ظلت هواتف بعض مسؤوليها ترن دون أي جواب. ويقول أحمد بن الصديق إن الرئيس الكتاني تخلى عن منصبه في الجمعية لفائدة وزير الداخلية شكيب بنموسى فيما تولى المفوض السامي منصب المدير التنفيذي وأخرج ابن الصديق من الجمعية. وتنص الرسالة الملكية التي توصل بها الوزير الأول في هذا الشأن على أن الملك عين سعد الكتاني مفوضا ساميا للذكرى ورئيسا للجمعية وابن الصديق مديرا تنفيذيا لها، وذلك إلى جانب لجنة وطنية تضم عددا من الوزارات، بينها وزارة الداخلية. ويضيف ابن الصديق أنه لا يزال متمسكا بمنصبه، ويذكر بأنه لا يعرف أي شيء عن الخطوات التي يقوم بها مسؤولو الجمعية من أجل تفعيل التصور الذي أعده. كما يوضح أن الجمعية «تخلصت» من فريق العمل الذي أتى به، وهي تكتفي بعقد الاجتماعات في المقاهي والمخادع الهاتفية.