أدمجت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية المغرب ضمن قائمة من ثلاثة بلدان عربية توفر قاعدة ميدانية تطبيقية لبرنامج جديد يهدف إلى تكوين جيل جديد من عملاء الاستخبارات الأمريكية الذين سيشتغلون بعد تكوينهم لحساب بلدهم عبر تكليفهم بمهام سرية تتعلق أساسا بتجميع المعلومات وتحليلها. واستنادا إلى معطيات نشرتها أول أمس صحيفة «لاتريبون دو جوني?» الصادرة من سويسرا، فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية استحدثت برنامجا لتكوين جيل جديد من عملائها عبر مركز مجموعة الاستخبارات للتفوق الأكاديمي الذي أسندت إليه مهمة تجديد قوى الاستخبارات الأمريكية عبر إشراك طلاب 9 جامعات أمريكية في دورات لتعلم اللغات الأجنبية في البلدان الأصلية. وحسب ذات المعلومات، فإن مركز مجموعة الاستخبارات للتفوق الأكاديمي بدأ نشاطه منذ 3 سنوات، وبرنامجه المتمثل في إعداد جيل جديد من العملاء ممول من قبل مكتب مديرية الاستخبارات الوطنية التي تشرف على 16 وكالة استخبار أمريكية، فيما يهدف البرنامج إلى إدماج فئات عريضة ومتنوعة من الطلاب الأمريكيين في دورات لتعلم اللغات الأجنبية وتغيير تصور الشباب الأمريكي للعمل الاستخباراتي. وقد نشرت وكالة الأنباء الفرنسية، ضمن قصاصة من مكتبها بواشنطن، تصريحا لديفيد تويغ، مساعد مدير معهد غوردن للدراسات حول السياسة الرسمية والمواطنة في جامعة فلوريدا، يقول فيه إن «الشباب الأمريكي يريد تعلم اللغة العربية المطلوبة للغاية، ولهذا لدينا حاليا شبان في المغرب والأردن ومصر»، فيما قالت لينورا بيترز غانت المشرفة على البرنامج: «نذهب إلى الجامعات لتجنيدهم، لكن هذا لا يرغمهم على العمل لحسابنا»، على حد قولها. إلى ذلك، تسمح التغطية المالية التي يوفرها مكتب مديرية الاستخبارات الوطنية للطلاب في تعلم لغة أجنبية خارج الولاياتالمتحدةالأمريكية والتعرف على ثقافات أخرى، كما أن جامعة فلوريدا الدولية أرسلت لوحدها 16 طالبا إلى الخارج في إطار هذا البرنامج الذي يضم حاليا قرابة 400 مشارك، فيما انضمت منذ سنة 2005 ثماني جامعات أمريكية جديدة في أنحاء مختلفة من الولاياتالمتحدة إلى برنامج تكوين جيل جديد من العملاء. ويسعى البرنامج إلى تجنيد عناصر جديدة من المجموعات والفئات التي لم تكن ممثلة بشكل كاف حتى الآن ضمن التركيبة البشرية للاستخبارات الأمريكية. وفي هذا الصدد، قالت لينورا بيترز غانت، المشرفة على البرنامج: «أليس برائع أن يكون لنا مهندس لديه إلمام بالديانات وبالثقافات الأخرى ويمكنه تكلم الفارسي أو الأوردو؟»، مضيفة أن الطلاب المشاركين في هذا البرنامج يبدون رغبتهم بعد انتهاء دوراتهم بتكليفهم بمهام سرية، مشيرة إلى أن هؤلاء يفعلون ذلك لأنهم «يريدون القيام بشيء يخدم العالم وأمريكا، شيء يُغير حياتهم اليومية».