أثبتت الدراسات المستفيضة أن العقم وتأخر حدوث الحمل من الأسباب الرئيسية للأمراض والاضطرابات النفسية المتعددة. لذا، يجب مراعاة وضع الزوجين النفسي في جميع مراحل الفحص والعلاج. ففي دراسة أجريت في الولاياتالمتحدةالأمريكية لأكثر من 3000 من الأزواج يعانون من تأخر الحمل، مقارنة بالعدد نفسه ممن لا يعانون من المشكلة نفسها’ توصلت الدراسة بوضوح إلى أن نسبة القلق والكآبة تصل إلى أكثر من الضعف عند الأزواج الذين تأخر حدوث الحمل لديهم. وأوضحت دراسة شملت دولا ًعديدة في أوربا الغربية واستراليا أن العقم وتأخر الحمل يسبب عدة أعراض نفسية للزوجين من أهمها: الإحباط والشعور بالملل. القلق المتكرر. الكآبة. ومما لاشك فيه أن هذه الضغوط التي يواجهها الزوجان، وخاصة من طرف الأسرة، تجعلهما في حالة عصبية غير مستقرة تخلق مشكلة بينهما على أقل وأتفه الأسباب، مما يؤثر سلباً على حياتهما الزوجية وعلى استقرارها. لكن ما هو الحل؟ الحقيقة أنه ليست هناك إجابة سهلة عن هذا السؤال، فالأمر معقد وخاصة أنه يشمل أطرافاً متعددة وظروفا مختلفة، ولكن القاعدة الأساسية التي تثبت عليها العلاقة الزوجية هي التفاهم المباشر والصريح بين الزوجين وعدم السماح للغير من أهل ومتطفلين بالتدخل في حياتهما الشخصية، وعدم التردد في طلب المساعدة من اختصاصين في مجال علاج العقم والأمراض النفسية على حد سواء، لمساندتهما في مراحل الفحص والعلاج، كما يجب عليهما التحلي بروح التفاؤل والنظر دائماً بإيجابية إلى الأمور مهما كانت الظروف.ولابد للزوجين من التركيز على جوانب أخرى من حياتهما، مثل الاستقرار والمودة المتبادلة والعطاء المستمر في أوجه الخير المختلفة. والحياة إذا أغلقت باب السعادة هنا، فهناك أبوب أخرى مفتوحة لو بحثنا عنها.