- إسرائيل تقتل 70 فلسطينيا بينهم أطفال بقطاع غزة في أقل من 3 أيام، لكن الملاحظ هو أن هذا التصعيد العسكري الإسرائيلي يقابله صمت غير مبرر من طرف الأنظمة العربية ولجنة القدس التي يرأسها المغرب؟ < أولا، عدد القتلى وصل إلى 120 شهيدا، أكثر من ربعهم أطفال. وجميع هؤلاء الشهداء ليسوا عسكريين أو في مراكز السلطة، مما يعني أن ما يجري هو مذبحة في حق الشعب الفلسطيني وليست ضد حماس أو الجهاد أو حركة فتح. وتأتي هذه المذبحة تنفيذا لما هدد به نائب وزير الدفاع الإسرائيلي عندما قال في وقت سابق إن غزة ستتعرض إلى محرقة، مع العلم أن تعبير المحرقة محرم استخدامه في إسرائيل ليبقى ملتصقا بما يسمى محرقة النازيين لليهود في الحرب العالمية الثانية. وتأتي هذه المذبحة في الوقت الذي ترسل فيه أمريكا المدمرة «كول» إلى شواطئ البحر المتوسط الشرقية، مما يعني أن أمريكا ليس عندها أي مانع في ما يجري في فلسطين. وأعتقد أن ما يجري في فلسطين يتوقع أن يكون مقدمة لحرب جديدة على لبنان، ذلك أن الجيش الإسرائيلي يريد رد الاعتبار إلى نفسه بعد الهزيمة التي تعرض لها على يد المقاومة الإسلامية اللبنانية، خاصة ونحن نعلم أن إيهود باراك، وزير الدفاع الإسرائيلي، هو العسكري الوحيد في تاريخ إسرائيل، الذي حصل على عدد كبير من الأوسمة تقديرا لانتصاراته ضد العرب عموما والفلسطينيين بصفة خاصة، ولهذا فهو يريد نصرا جديدا لنفسه وللجيش الإسرائيلي الذي يقوده. أما بخصوص مواقف الدول العربية مما يحدث في غزة، فإنها إلى حدود الآن تلتزم «فضيلة» الصمت لأنها تشعر بعجزها وبحاجتها إلى عدم إغضاب «سيدة» العالم أمريكا، مع أنه باستطاعة الأنظمة العربية، إن توفرت لها حرية التصرف، أن تفعل الكثير لدفع العالم للتحرك لوقف المذبحة. وهنا نتوجه إلى منظمات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع الدولي لنسائلها قائلين: لماذا يحاكم حكام يوغسلافيا ولا يحاكم حكام إسرائيل؟ وما هي الجرائم التي ارتكبها حكام يوغسلافيا ولم يرتكبها حكام إسرائيل؟ - هناك من يقول إن هذا العدوان الإسرائيلي موجه تحديدا إلى حماس بعد سيطرتها على غزة؟ < هذا التصعيد العسكري الإسرائيلي ليس موجها إلى حماس، ذلك أن القاعدة الأساسية، لدى الحركة الصهيونية، هي أن «الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت». وإسرائيل لا تعدم الوسائل لتقول إنها تفعل ما فعلته دفاعا عن حقوقها ومصالحها وتجد في الساحة السياسية والإعلامية من يختلق لها الأعذار والمبررات، لكن ينبغي ألا نعطي إسرائيل الأعذار والمبررات من خلال إطلاق الصواريخ التي غالبا ما يكون تأثيرها معدوما إلا إذا استثنينا الجانب النفسي. -هناك من يعتبر داخل حركة فتح أن حماس مسؤولة عما يقع داخل قطاع غزة، أليس هذا غطاء لتبرير العدوان الإسرائيلي على فلسطينيي القطاع؟ < من يقول هذا الكلام مخطئ. لماذا؟ لأن إسرائيل لا تبحث عن أعذار لتمارس عدوانها على الشعب الفلسطيني. لكن في نفس الوقت أقول إننا أمام عدم التوازن في القوة، وبالتالي يجب ألا نعطي المبرر للعدو. وأقول لحماس: أنتم تؤكدون باستمرار على خيار المقاومة ونفذتم عمليات استشهادية في تل أبيب والقدس وحيفا، فأين هذه المقاومة عندما وصلت الدبابات الإسرائيلية إلى شوارع غزة؟ ولماذا جمعتم السلاح من أبناء حركة فتح وكل التنظيمات الفلسطينية الأخرى، مما أدى إلى أن تكون مقاومة الاجتياح الإسرائيلي ليست في المستوى المطلوب؟ * وزير مفوض فلسطيني سابق بسفارة فلسطين بالرباط