تبحث الأجهزة الأمنية والقضائية الإسبانية عن عائلات أربعة شبان مغاربة لقوا حتفهم اختناقا سنة 1997 عندما كانوا يعتزمون الهجرة سريا إلى الديار الفرنسية. وقد ناشدت الأجهزة الإعلامية وبعض الحقوقيين الإسبان جريدة «المساء» نشر معلومات عن الضحايا الأربعة، وهم علالي عز الدين ومغيونزي لحسن وعبد الواحد بن صفريوي والمختار البوالي، وذلك من أجل ربط الاتصال بعائلاتهم وإمكانية تعويضها، خصوصا أنها وجهت التهمة إلى مغربيين يقيمان بفرنسا، حيث تم اعتقالهما والتحقيق معهما. وتعود وقائع الحادث إلى يوم 18 غشت من سنة 1997، حيث عثر طفلان صغيران على جثث المغاربة الأربعة على بعد خمسة كيلومترات من مدينة فلنسية. جثث المغاربة كانت مرمية في قناة عمقها متر ونصف، مملوءة بالطين والمياه القذرة والحشرات والأسماك، فيما تطفو على سطحها ذي اللون الأخضر بعض الزجاجات البلاستيكية العائمة. وبعد إخضاع الجثث الأربع للتشريح، تبين أن أصحابها لقوا حتفهم من جراء الاختناق. ومع انطلاق التحقيقات الأمنية الإسبانية، توصلت هذه الأخيرة إلى شخصين مغربيين، حيث وجه إليهما المدعي العام الإسباني تهمة «الإهمال المؤدي إلى الوفاة وتهجير المغاربة الأربعة مقابل مبلغ مالي»، ذلك أن التحقيقات كشفت أن المغاربة الأربعة لقوا حتفهم اختناقا عندما أخفاهما المتهمان داخل سيارتهما «الفوركونيت» في اتجاه مدينة نيس الفرنسية. وحسب المحضر القضائي الذي توصلت به الجريدة، فإن المتهمين اضطرا إلى البحث عن مكان منعزل ومتوحش في إحدى الغابات من أجل رميهم والتخلص منهم. وحسب مصادر أمنية، فإن الشبان المغاربة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و30 سنة كانوا يتمتعون ببنية بدنية قوية، وكانوا يلبسون ملابس صيفية خفيفة. وحسب نفس المصادر، فإن أسباب الوفاة تعود إلى «ارتفاع درجة الحرارة داخل الشاحنة، خصوصا وأن الحادث وقع خلال شهر غشت»، مضيفة أن «رائحة اللصاق الذي استعمل في لصق «موكيط» لإخفاء المهاجرين في تجويف مزدوج أدى إلى قتلهم». ويؤكد تقرير التشريح الطبي أن « شابا، عمره يتراوح ما بين 28 و30 سنة، لقي حتفه بطريقة عنيفة، فيما ظلت جثته مرمية في القناة ما بين 5 و7 أيام». فيوم 15 غشت من سنة 1997، سافر المتهمان (م.أ) و(ع.أ) على متن فاركونيت من نوع «فورد»من المغرب في اتجاه مدينة نيس الفرسية عبر إسبانيا، حيث استقلا مركب «باداخوث» الذي ينطلق من مدينة مليلية إلى ألمرية. وفي 18 غشت تم العثور على الجثث الأربعة. وقد اعترف المتهمان المغربيان، في أول الأمر، أثناء التحقيق معهما من طرف فريق قضائي إسباني بفرنسا، لكنهما أنكرا فيما بعد كل ما صرحا به بحجة أنهما تعرضا للضغط والإكراه، رغم أن أحدهما كان قد أعطى أوصافا دقيقة لمكان رمي الجثث وملامح بعضهم. وعندما انطلقت التحقيقات في المغرب، أكد بعض أفراد عائلات الضحايا أن المسمى (م.أ) هو من قام فعلا بأخذ أبنائهم إلى إسبانيا، وأنهم توصلوا فيما بعد بمكالمات هاتفية من إسبانيا من شخص يحمل نفس الاسم، وأضاف الشاهد سعيد علالي، وهو والد الضحية عز الدين، في إفاداته للشرطة المغربية أنه التقى (م.أ) في مدينة مونبولييه، حيث تحدث معه لمدة عشر دقائق، بعدها أمده هذا الأخير بجواز سفر ابنه.