أكد الروائي والناقد المغربي شعيب حليفي الذي شارك في ملتقى القاهرة الرابع للرواية العربية المنعقد ما بين 17 – 20 فبراير الجاري أن الملتقى عرف مشاركة مغربية وزانة، وأن مداخلات النقاد المغاربة قد أبانت عن جهد معرفي، ونوه بالطروحات الفكرية والنظرية التي قدمها المغاربة المشاركون في الملتقى. قال الناقد المغربي شعيب حليفي إن الدعوات التي وجهت إلى النقاد المغاربة المشاركين في مؤتمر الرواية العربية في القاهرة، لم توجه عن طريق أي هيئة أو قناة مغربية، وإنه لا دخل لوزارة الثقافة أو لاتحاد كتاب المغرب بموضوع الدعوات. وذهب في حديث ل«المساء» إلى أن الأمر يتعلق بدعوات وجهها المجلس الأعلى للثقافة ولا دخل لأي جهة مغربية بتحديد لائحة الأسماء المشاركة، سواء أكانت هذه الجهة وزارة الثقافة أم اتحاد كتاب المغرب. وحول مشاركة نفس الأسماء المغربية في ملتقى الرواية في القاهرة كل سنة، قال حليفي إنه باستثنائه هو ومحمد برادة اللذين تعودا على المشاركة في المؤتمر المذكور فإن أغلب الأسماء المغربية تشارك للمرة الأولى، وهي أسماء جديدة في المشغل النقدي المغربي وتحمل رؤية جديدة للعمل النقدي الجدي والأكاديمي، وقال حليفي: «أحب أن أشير إلى أن الحديث عن نفس الأسماء هو حديث غير صحيح، ذلك أن ملتقى هذه السنة عرف مشاركة نقاد مغاربة يحضرون لأول مرة ملتقى من هذا العيار أمثال حسن المودن وشرف الدين ماجدولين». واعتبر شعيب حليفي أن الكتاب الذي صدر إبان الملتقى والمعنون ب«المشهد الروائي العربي»، كتاب مهم يتتبع المشاهد الروائية في العالم العربي، وأشار إلى أن المبحث الخاص بالرواية المغربية والذي أنجزه الناقد عبد الحميد عقار قد قدم رؤية دقيقة للمشهد الروائي في المغرب من خلال التركيز على التوجهات الروائية الكبرى في المنجز النصي المغربي، مما مكن المثقفين والنقاد العرب من التعرف عن كثب على عمل الروائيين المغاربة وانشغالاتهم الجمالية والموضوعاتية، وبالأخص من خلال استثمار سنوات الرصاص التي تحولت على يد كتاب مغاربة إلى منجز نصي هام. وعرفت ندوة القاهرة للرواية العربية مشاركة عدد من النقاد والباحثين والروائيين من كافة البلدان العربية والآسيوية والأوربية من مختلف الأجيال والحساسيات، حيث تدارسوا المحاور التالية: خصائص الرواية الجديدة، الرواية والتقنيات السينمائية، الرواية العربية وتداخل الأجناس، الرواية الرقمية، الرواية والعالم الهامشي، رواية السيرة الذاتية، أشكال إعادة توظيف التراث، شعرية الرواية الحديثة، اتجاهات نقد الرواية العربية، المكان في الرواية الجديدة، ربية المعاصرة. السخرية في الرواية الجديدة، أسئلة الكتابة في الرواية الجديدة.. الآخر في التلقي البصري والتلقي السمعي للرواية العربية الجديدة. المركزية والتشظي فى رواية الكتاب الجدد، العجائبي والمرجعي في الرواية العربية الآن. وبالإضافة إلى هذه المحاور ومن أجل الدراسة المتعمقة وطرح الرؤى المختلفة حول حالة الرواية العربية تضمن الملتقى تنظيم خمس موائد مستديرة. وبجانب الأبحاث والمناقشات تم تنظيم جلسات حوار بعنوان «الرواية العربية تواصل أم انقطاع»، عرفت حوارات بين الروائيين من أجيال مختلفة حول تجاربهم الإبداعية ورؤيتهم لفن الرواية. الحضور المغربي في المشغل النقدي افتتح محمد برادة أشغال هذا الملتقى بمداخلة لافتة إلى جانب فيصل دراج، بطرس الحلاق، واسيني الأعرج وخالد خليفة. تحدث محمد برادة في موضوع (أسئلة الكتابة في الرواية الجديدة ) متتبعا في البداية مفهوم الرواية الجديدة، محددا روايات ما بعد 67، معتبرا هذا التاريخ تكريسا لانشقاق الرواية عن الخطاب السائد واللغة المتخشبة اللذين حاولا طمس الهزائم والتعثرات والاحتماء بإيديولوجيا مضللة ومزيفة للوعي. ثم توقف محمد برادة عند النقط التالية: 1- تشظي الشكل والكتابة في حدها الأدنى. 2- تهجين اللغة وزعزعة البلاغة الموروثة. 3- نقد المحرمات. 4- تذويت الكتابة. وحول روايات فوزية شويش السالم، قدم حسن المودن ورقة بحثية في موضوع (النص الوحش والانزياح النوعي) دارسا ثلاثة نصوص روائية للكاتبة: مزون وردة الصحراء، حجر على حجر، رجيم الكلام، متوقفا عند عدد من الخصائص التي تؤسس لكتابة تقوم على سيرورة تهجينية، أي انزياح نوعي وشكل هجين متوحش. وقدم شعيب حليفي مداخلة في موضوع «التخييل ولغة التشويق: مقاربة في البناء الفني للرواية البوليسية في الأدب العربي» في جلسة إلى جانب ادوار الخراط، خيري دومة، هويدا صالح ومنى المحاقري. وحول «الرواية ومفهوم الفن الأدبي الشامل» تحدث مبارك ربيع عن عصر العولمة وعلاقة الرواية بباقي الأجناس والطبيعة السردية المميزة للرواية، ليخلص الباحث إلى ضرورة معالجة الرواية بمفهوم الفن الأدبي الشامل. وفي جلسة مسائية، شارك فيها عبد الرحيم العلام إلى جانب فاطمة المحسن (من العراق)، وشعبان يوسف وأماني فؤاد وسمير مندى (من مصر)، بمداخلة بعنوان (أصوات روائية جديدة: بحث في الخصائص والمكونات». أما مساهمة سعيد يقطين، الذي كان عضوا في جائزة الرواية، فجاءت ضمن مائدة مستديرة في محور الرواية الرقمية وقد قدم ورقة بعنوان (الرواية الرقمية: من التجريب إلى التجربة الجديدة). كما ساهم عبد الحميد عقار في مناقشة محور المشهد الروائي الآن والذي ضم إلى جانب عقار: جعفر حسن من البحرين، حاتم الصكر من العراق، عثمان بدري من الجزائر ومحمود طرشونة من تونس. وتدخل شرف الدين ماجدولين في موضوع (خطاب الألم في الرواية المغربية الآن) إلى جانب النقاد مارلين بوث، حامد أبو حامد، إبراهيم بادي ومصطفى الضبع. وتناول بعض تمهيدات نظرية الموضوع من خلال تحليلات نصية لعدد من الروايات التي تفرز العناصر المدروسة بأشكال مميزة: نصوص أحمد المرزوقي والعربي باطما وفاطنة البيه. وإلى جانب ليلى العثمان، محمد عبد الرازق، عادل شجاع ومحمود كساب تدخلت زهور كرام بموضوع «المحكي الذاتي والجنس الروائي في التجربة العربية»، مؤطرة موضوعها بعدد من الأسئلة. وشارك بنسالم حميش بمداخلة تحت عنوان «ابن رشد شخصية روائية»، إلى جانب طالب الرفاعي، عائد خصباك، حسام عقل وجمال عبد الناصر. وقد تحدث حميش عن شخصية ابن رشد الذي لم يترك سيرة ذاتية له خلافا لابن سينا والغزالي وابن حزم وابن منقذ وابن خلدون باستثناء نتف متفرقة لا تفي بالمطلوب.