تناولت الحلقة الأخيرة من برنامج «بلا جدود»، الذي تقدمه قناة الجزيرة، موضوع «السخرية السياسية وتعاطي الأنظمة العربية مع وسائل إعلامها»، واستضاف الصحفي أحمد منصور الفنان المغربي «الممنوع» أحمد السنوسي، الذي حول استوديو التصوير إلى مسرح للفرجة على الهواء مباشرة. فنقلت الحلقة الكوميديا المسرحية إلى قلب برنامج حواري ذي صبغة جدية. السنوسي حمل معه إلى استوديو التصوير كل أدوات اشتغاله المسرحية. وظهر في أولى لقطات الحلقة مكبلا بالحبال ومكمم الفم. وبين الفينة والأخرى كان يحمل عودا صغيرا ليظهر للقنوات الرسمية العربية كيف تعمل «لتلحن نشرات الأخبار الرئيسية». السنوسي حمل معه أيضا إلى الأستوديو «الزرواطة» التي ضرب بها في إحدى المظاهرات مع الطلبة المعطلين بالرباط. كما لم يتردد في تقليد الزعيم الليبي معمر القدافي والسخرية من طريقته في إلقاء الخطب. وإلى جانب السخرية المسرحية السياسية اللاذعة التي ملأت حلقة «بلا حدود» الأخيرة قال السنوسي إن «المشكلة هي أن الحكام العرب لا يكتفون بتوريث ملايين الدولارات لأبنائهم بل إنهم يورثونهم شعوباً بأكملها»، وفي هذا الصدد اقترح السنوسي على الرؤساء العرب تغيير تسمية الجمهوريات ب»الجمهلكيات» (أي جمهوريات ملكية). للإشارة فقد تعاطت الحلقة مع محاور متعددة في نفس الوقت بدءاً من وثيقة تنظيم البث الفضائي التي تبناها وزراء «الإعدام» العرب بحسب الضيف، ثم انتقلت لتعلل لماذا يتبع الرئيس الأمريكي سياسة تدمير «الأيرانيوم»، وأساليب قمع الأنظمة العربية التي تَذكُر بوش أكثر من ذكرها لله إلى درجة أنها استبدلت «باسم الله» إلى «بوشم لله»، دائماً حسب السنوسي، ما حوّل الحلقة إلى مسرح مصغّر للنقد والسخرية السياسية. ولو أن السنوسي لم يجب أحياناً عن النقاط التي أراد منصور تسليط الضوء عليها وكان ضائعا بين اللغة العربية واللهجة المصرية والدارجة المغربية، إلا أنه عوض ذلك بلحظات ساخرة قوية كما هو الحال عندما حمل كرسياً صغيراً قال إنه «المشكل في الدول العربية»، مشيراً إلى أنه في المغرب مثلاً «هناك مرض «الكرسي تي تي» أي مرض تعلق الشخص بالكرسي».