تعرض الأعوان والكتاب الإداريون المعتصمون قبالة مقر وزارة التربية الوطنية إلى تدخل عنيف ليلة الخميس الجمعة من طرف قوات الأمن، نتجت عنه إصابة أربعة أشخاص تم نقلهم على وجه الاستعجال إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن سينا بالرباط. وكانت عناصر الأمن هاجمت في ساعة متأخرة حوالي أربعين شخصا من المعتصمين من الأعوان والكتاب الإداريين، أمام مقر وزارة التربية الوطنية. وقد خلف التدخل العنيف إصابات بليغة نقل على إثرها ثلاثة أفراد، وهم عبد الهادي اليوبي والحسين أزكاغ وعبد الرحمان التلثي، إلى غرفة العنايات المركزة بمستشفى ابن سينا بالرباط، فيما تم نقل مصاب رابع، وهو العشراوي، إلى منزل قريبته بالرباط بعد إخطارها بنبأ إصابته في التدخل المذكور. وقالت بعض المصادر إن رجال السيمي كانوا مرفوقين بباشا الرباط والقائد ومسؤول أمني رفيع، حيث تم تمزيق لافتة المحتجين وانهال عليهم رجال الأمن بالهراوات. وذكر مصدر آخر من المعتصمين أن الحسين أزكاغ، المنحدر من طاطا والذي يرقد بالمستشفى المذكور، اصطدم بسيارة خلال محاولة فراره من زرواطة السيمي، مما أدى إلى سقوطه على الأرض، لينقض عليه رجال الأمن من جديد ويرموه خارج طريق السيارات كما تلقى الكرة. إلى ذلك، استنكر محمد يتيم، الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، حادث الاعتداء الذي تعرض له المتطوعون الصحراويون على يد قوات التدخل السريع. ودعا يتيم، الذي قام بزيارة المصابين بمستشفى ابن سينا بعد الحادث، الوزارة الوصية والوزارة الأولى إلى فتح حوار جدي مع المتضررين وإنصافهم. ويذكر أن الأعوان والكتاب الإداريين المتطوعين بجهة كلميم-السمارة دخلوا في اعتصام مفتوح يوم الثلاثاء المنصرم، قبل أن يرفعوه في اليوم الموالي بعد استقبالهم من طرف مسؤولين بوزارة التربية الوطنية، الذين طلبوا ملفا يوضح وضعيتهم ومطالبهم، بعد أن أمهلوهم 48 ساعة للرد، لكن تماطل الوزارة في معالجة الملف جعل المتضررين يستأنفون برنامجهم النضالي تحت لواء المنسقية الجهوية للجامعة الوطنية لموظفي التعليم ابتداء من صبيحة يوم أمس الخميس 21 فبراير2008، قبل أن تتدخل الجهات الأمنية. وأكد الأعوان المذكورون أنهم سيستأنفون برنامجهم النضالي إلى حين تلبية مطالبهم، عن طريق الإدماج في الوظيفة العمومية، خصوصا وأنهم راكموا تجربة في المؤسسات التعليمية مجانا لمدة تتراوح ما بين أربع وعشر سنوات. على صعيد آخر، أصيب حوالي عشرين شخصا من أعضاء المجموعة الوطنية للدكاترة المعطلين والتنسيقية الوطنية للأطر العليا المعطلة، نتيجة التدخل الأمني العنيف الذي تعرضت له المجموعتان إثر تنظيمهما لوقفة سلمية أمام البرلمان، احتجاجا على نتائج المباراة الأخيرة التي نظمتها وزارة التربية الوطني، حيث اعتبر المعطلون أن هذه المباراة لم تراع فيها شروط الكفاءة العلمية. ووصفت بعض المصادر إصابات المعطلين ب»المتفاوتة الخطورة» بين كسور ورضوض وحالات إغماء. ودعت المجموعتان، من خلال بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، الجهات المسؤولة إلى التدخل لوضع حد لمثل هذه الانتهاكات، التي لن تزيد المعطلين إلا تأججا وتصعيدا، على حد تعبير البيان.