اضطر مدرب الوداد جان ميشال كفالي منح شارة العمادة للحارس كريم فكروش قبيل مباراة الوداد ضد الطليعة السوري، بعد أن تبين له بأن العديد من اللاعبين ذوي الخبرة يصرون على رفضها اتقاء شر التشريف والتكليف. لماذا يرفض لاعبو الوداد حمل الشارة؟ وما هي أسباب التوجس الذي يسيطر على اللاعبين كلما حاول المدرب لف ذراعهم بشارة تحولهم من مجرد عناصر ينحصر دورها في الدفاع عن ألوان الفريق وتنفيذ خطة المدرب إلى ناطقين رسميين باسم اللاعبين؟. كيف تحولت الشارة من امتياز يتسابق إليه اللاعبون إلى قطعة من قماش محفوفة بالمخاطر؟ منذ أن اختلف اللاعبان هشام اللويسي ونادر لمياغري قبل ثلاث سنوات حول الشارة، قررا معا بل وأقسما بألا يضعا على ساعدهما قماش العمادة، سبب الخلاف يعود لمحاولة أحد المدربين السابقين تحويل الشارة إلى امتياز، كان اللويسي هو عميد الفريق وفجأة صدر قرار بتفويت الامتياز المعنوي للحارس لمياغري، حينها تسرب الخلاف لعلاقة لاعبين كانا مثالا للتفاهم والوفاء قبل أن يتوقف تيار التواصل بينهما. اهتدى المسؤولون للبديل بعد أن تشبث كل طرف بالرفض، وكان محمد مديحي عميدا للنادي في أكثر من مباراة، ولكن مغادرته المغرب للاحتراف في السعودية أعادت المشكل إلى نقطة البداية، سيما وأن محاولات رد الاعتبار للشارة قد فشلت أمام تشبث نادر وهشام برأيهما وإصرارهما على الرفض. لكن مراد فلاح القادم من المغرب الفاسي قبل على مضض المسؤولية وحمل الشارة المرفوضة، خوفا من سابقة تجعل لاعبي الوداد سواسية لا حاكم ولا محكوم، وأن تزول الشارة من ساعد اللاعب إلى أن يشاء الله. حمل اللاعب فلاح الشارة وخلص المدربين المتعاقبين على تدريب الفريق من مغبة البحث عن ناطق رسمي يعفي زملاءه من الاحتجاج الجماعي على قرارات الحكام و تسويفات المسيرين، ملأ مراد المنصب الشاغر وتمكن من تذويب جليد الخلاف بين جبهة الرافضين، قبل أن يغادر الفريق نحو الجيش الملكي ليطرح الإشكال من جديد. قبل السعيدي خلافة فلاح في مركز العميد على الرغم من الاختلاف الكبير بينهما فالأول يملك خصائص القائد القادر على نقل شحنات القلق وابتكار أساليب الاحتجاج والدفاع عن مصالح اللاعبين والنادي، أما السعيدي فهو من طينة اللاعبين الذين يفضلون السير في الظل. حمل السعيدي الشارة خلال المباريات التي جمعت الوداد بالنادي القنيطري وبحسنية أكادير والفتح الرباطي، لكن ظل على الرغم من مسؤوليته حريصا على هدوئه المعهود، قبل أن تنتهي مهمته كعميد بمدينة حماة. قضى السعيدي زهاء شهر في مهمة عميد للوداد، قبل أن تتحول الشارة نحو وجهة أخرى وتلف ذراع الحارس كريم فكروش، بعد أن رفض اللاعب يونس منقاري حملها اتقاء شرها، وعلى الرغم من أن منقاري هو المؤهل من بين اللاعبين الحاليين لتقلد منصب عميد بحكم أقدميته داخل الوداد الذي تدرج عبر جميع فئاته، فإنه أصر على الرفض والاكتفاء بصفة لاعب خوفا من مضاعفات مهمة ليست مبعث تشريف دوما. لأول مرة تسند للاعب وافد شارة العمادة إلا أن المدرب كفالي اختار معيار الكفاءة على الانتماء ولف ذراع حارسه برباط المسؤولية لينضم إلى قائمة العمداء الحراس كعبد القادر والزاكي وعزمي وعشاب ولمياغري وقبلهم حراس آخرون استحقوا الشارة في زمن لم يكن فيه ذكر للعمادة إلا بالأقدام.