وقع الروائي المغربي يوسف فاضل، في رواق منشورات الفينيك، روايته «قصة حديقة الحيوان» وهي الرواية الرابعة الصادرة عن هذه الدار المغامرة، والتي أرست تقاليد خاصة في النشر وفي نشر الكتاب الإبداعي المغربي بالعربية والفرنسية. حضر حفل التوقيع أصدقاء الكاتب والناشرة ووجوه من المشهد الثقافي المغربي. وتقع رواية «قصة حديقة الحيوان» في حوالي 400 صفحة، وهي تدل على النفس الطويل لفاضل في نص أراده أن يكون تتويجا روائيا بعد كل من روايات «أغمات» و«حشيش» و«مترو حال»، وفيها يلقي الكاتب الضوء على حياة شبيهة بما جرى في الواقع، حيث يحكي الراوي حكايته من الألف إلى الياء من خلال لعبة التذكر والاستذكار، عندما كان مخبرا في سلك الاستخبارات، وبعد أن أحيل على التقاعد بدأ في تدوين مذكراته في محاولة منه للتطهر ولفضح الأشخاص الذين كان لهم ماض مشبوه عملوا على طمره على مدار الأعوام، وتحلوا بطيبة ونبل مفتعلين. يقول الراوي: «لست كاتبا ولا ناشرا» اشتغلت في المخابرات وأحلت على التقاعد منذ سنتين، وإذ أعكف على تسجيل بعض الأحداث التي عايشتها بعد ربع قرن من وقوعها، فلإعطاء فكرة عن الجو الذي اشتغلت فيه. علاقتي بالأحداث محدودة جدا، ولن يتعرف القارئ على اسمي الحقيقي حتى بعد أن يكون قد انتهى من القراءة». شخصية مندسة بعمق وإحكام في الوسط الفني والثقافي، تعيش في إهاب من النخوة الزائدة، ومتلصصة على حياة الآخرين ممن عاشرت، من النساء أو من الرجال. إنها تجربة جديدة تعيد استلهام سنوات الجمر، في تلك السنوات الصعاب التي اختلط فيها المخبرون بالمناضلين، ووقعت مآسي مخزية بسبب التقارير الكاذبة التي كان يرفعها المغرضون، ومات ونفي وسجن وقتل الكثيرون بسبب «النيران الصديقة». يبدو يوسف فاضل منتشيا بصدور هذا العمل الكبير الذي سيفتح ولا شك نافذة نقاش حقيقية حول الأعمال الكبيرة وحول مستقبل السرد المغربي في هذه الحاضنات الروائية التي تستلهم الواقع المحلي. هي، إذن، عودة إلى الرواية الواقعية، بأطرها المعروفة، كما تسجل أيضا مغامرة من قبل الناشرة المغربية ليلى الشاوني التي أقدمت على إصدار نصوص مغربية من الحجم الكبير، وبالأخص روايات وأعمال عبد القادر الشاوي وبنسالم حميش ويوسف فاضل، وهي هنا تنشر له روايته الرابعة في مغامرة لدار نشر مغربية قادرة على أن تفتح الكثير من مغالق الإبداع المغربي بالعربية والفرنسية وأن تقدمه إلى القارئ المغربي والعربي والعالمي.