قالت مصادر طبية إن أعراض مرض غامض ظهرت على تلاميذ الثانوية الإعدادية صلاح الدين الأيوبي في عمالة عين السبع الحي المحمدي، مشيرة إلى أن النتائج الأولية كشفت عن إصابة 16 تلميذا وتلميذة بمرض التهاب الكبد الفيروسي من صنف «أ»، ويتابع هؤلاء دراستهم في مؤسسة تعليمية تضم 1321 تلميذا يتوزعون على 38 قسما. وقال عبد الواحد بريجة، مدير الثانوية، إن الصدفة وحدها قادت إلى اكتشاف إصابة التلاميذ بالمرض، مشيرا إلى أنه كان يقوم بجولة مراقبة عادية لمرافق الثانوية، فلاحظ علامات عياء ظاهرة على تلميذة كانت والدتها تصر على أن تجتاز مباراة الامتحان الجهوي للتربية البدنية المنظم يوم 18 يناير الماضي. وأشار مدير المؤسسة إلى أن التلميذة المريضة كانت تتوفر على رخصة طبية تعفيها من اجتياز الامتحان، لكن والدتها أبدت تشددا في الموضوع، متمسكة برغبة ابنتها في الجري، وهو الأمر الذي قرر معه الحراس العامون إحالة التلميذة المنهكة صحيا على طبيب الصحة المدرسية ليكشف عنها، فتلعثمت والدتها في الحديث وأخبرت إدارة المؤسسة بأن ابنتها مريضة ب«بوصفير»، وسبق لها أن عانت من ارتفاع في درجة الحرارة ومن نوبات قيء، مما جعل إدارة المؤسسة تقرر إحالة جميع التلاميذ الذين تبدو عليهم أعراض المرض على الطبيب. وأكدت إدارة الثانوية أن مصالح حفظ الصحة أخذت عينات من مياه الشرب من صنابير المياه لإجراء تحاليل مخبرية، مشيرة إلى «اختفاء» تلميذين مصابين بالمرض وانقطاعهما عن الدراسة وتمتع أربعة تلاميذ برخصة طبية طويلة الأمد. ورفضت مصادر من نيابة وزارة التربية الوطنية بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي الكشف عن تفاصيل أكثر، مشيرة إلى أن تحقيقا فتح لمعرفة أسباب إصابة 16 تلميذا بأعراض مرض غامض، وهو ما ستكشف عنه نتائج التحاليل المخبرية. وأشار مصدر من مندوبية وزارة الصحة بالحي المحمدي إلى احتمال إصابة تلاميذ بمؤسسة صلاح الدين الأيوبي بمرض التهاب الكبد الفيروسي من صنف «أ»، وهو مرض يصيب الكبد بالتهاب حاد ويحدث في الأماكن التي يتدنى فيها مستوى النظافة البيئية. وقال نفس المصدر إنه يتم تشخيص المرض عند اختبار الدم لحالات اليرقان (الصفار)، وتبدأ أعراض المرض بحمى خفيفة مصحوبة بفقدان شهية وغثيان وألم في البطن واضطراب معوي، وبعد عدة أيام تبدأ مرحلة اصفرار الجلد والعيون وتعقب هذه المرحلة مرحلة الشفاء التي قد تستغرق أسابيع يستمر فيها تضخم الكبد لبعض الوقت.