لم تكن هيئة تحرير أسبوعية «المعلومة» الجهوية بفاس تنتظر أن يتعرض بيت أحد أعضائها لاقتحام وصف بالاحترافي من قبل جهات لا تزال مجهولة زوال السبت الماضي، وهي التي بادرت مباشرة بعد ذيوع خبر الاعتداء على مدير نشر «المساء» بإرسال برقية التضامن إلى المقر المركزي للجريدة تعلن فيه عن تضامنها مع الزميل رشيد نيني وتدين فيه بشدة «هذه الممارسات الإجرامية والقروسطية»، وتؤكد على ضرورة تقوية مناعة الجسم الصحفي من أجل الحفاظ على نبل الرسالة الصحفية «خدمة لأبناء هذا الوطن». الصحفي الشاب ياسر احميمين قال إن بيته تعرض للاقتحام من قبل عناصر مجهولة. وجاء في تصريح هذا الصحفي بفاس أن هذه العناصر قامت بتكسير باب المنزل «بطريقة احترافية» وتفتيش كل أثاث المنزل بطريقة تدعو إلى الاستغراب مع تمزيق حقيبته الشخصية وهي التي كانت تحمل قنا سريا. ويضيف هذا الأخير أن ما يثير الشكوك في هذا الاعتداء هو أن العناصر التي اقتحمت بيته لم تسرق أي شيء من محتويات المنزل باستثناء قارئ معلومات، لكن خزانته ووثائقه تعرضت للبعثرة. احميمين ذكر أن الجهات التي اقتحمت بيته العائلي ليست جهات عادية ولا هم مجرد لصوص يبحثون عن أمتعة يمكن أن تدر عليهم بعض الأموال، لأن الأثاث والمجوهرات الموجودة لم يطلها أي سوء. وبالرغم من أن الشرطة القضائية استمعت إلى هذا الصحفي وعاينت المنزل المعتدى عليه والموجود في حي بدر، وهو من الأحياء الراقية بفاس، فإنه لم يتم بعد فك خيوط هذا الاعتداء. وذهب إلى أن هذه العناصر اقتحمت البيت مع سبق الإصرار والترصد واستغلت فرصة غياب كل أفراد العائلة لاقتحامه. عزيز مشواط، منسق تحرير هذه الأسبوعية المعروفة في الجهة بانتظام خطها التحريري وابتعادها عن الصورة السلبية التي رسخت عن الصحافة الجهوية بالمغرب، تمنى أن يكون الحادث بخلفية إجرامية وغير مرتبط بمسلسل التضييق المتواصل على حرية الصحافة المستقلة. أما امحمد لقماني، مدير الجريدة، فلم يستبعد أن يكون الاعتداء بمثابة إنذار مسبق لهذه الجريدة التي وصفها بالجريئة والتي قال عنها إنها لا تعترف بالخطوط الحمراء. وكانت هذه الجريدة قد خصصت ملف عددها الأسبوعي والموجود في الأكشاك لقضية الانفلات الأمني في جهة فاس، ووجهت فيه انتقادات وصفت باللاذعة للسلطات المحلية، العمومية منها والمنتخبة.