أعلن المعتقل الموريتاني (أ.و)، الموجود في السجن المدني لسوق أربعاء الغرب، دخوله في إضراب عن الطعام منذ الاثنين الماضي، احتجاجا على وضعه في جناح سجناء الحق العام بنفس السجن و«تهريبه» من سجن عكاشة إلى نفس السجن قبل أسبوعين. وقال (أ.و)، وهو مهندس إعلاميات من موريتانيا يبلغ من العمر 34 سنة، في اتصال ب»المساء»، إنه اختطف في مارس من العام الماضي بمدينة خريبكة حيث كان موجودا هناك قصد شراء سيارة، وتم نقله إلى المعاريف بالدار البيضاء، حيث حققت معه عناصر من الفرقة الوطنية لمكافحة الإرهاب، وقدم إلى المحاكمة حيث قضي في حقه بخمس سنوات حبسا، حولت إلى ثلاث سنوات بعد الاستئناف، بتهمة تحويل أموال إلى مقاتلي الجماعة السلفية للدعوة والقتال ونسج علاقات مع عناصر البوليساريو وقضية تهريب الأسلحة إلى المغرب في دجنبر 2006. وقال (أ.و)، المعتقل في سجن سوق الأربعاء تحت رقم 16/617، إنه يتوفر على أوراق إقامة في إسبانيا ويعمل تاجرا متنقلا، حيث يشتري سيارات من المغرب ويعيد بيعها في موريتانيا بأسعار مرتفعة، وإن علاقته الوحيدة بقضية تهريب الأسلحة إلى العيون من المنطقة التي تدعى «قندهار» بين مالي وموريتانيا حيث يغيب الأمن وتعم الفوضى، أن السيارة التي نقلت فيها الأسلحة كانت في ملكيته، لكن المخابرات المالية وجهت مذكرة إلى نظيرتيها المغربية والموريتانية تعتبره فيها من العناصر الخطرة التي يجب إلقاء القبض عليها، حسب قول (أ.و). وقال هذا الأخير إنه تعرض للابتزاز في سجن عكاشة من قبل الممرض الرئيسي في السجن، الذي عرض عليه أن يتوسط له لدى الطبيب الرئيسي من أجل الاستفادة من العفو الملكي، مقابل دفع مبالغ مالية بلغت قيمتها 8 آلاف أورو تلقاها الممرض على دفعات، وأضاف (أ.و) أنه يتوفر على قرائن تؤكد تحويل تلك المبالغ المالية من حسابه البنكي إلى الممرض الذي نقلها بدوره إلى الطبيب الرئيسي للسجن. مقابل ذلك أعطاه الطبيب التزاما شفويا بالاستفادة من العفو الملكي، وإثر ذلك نقل إلى مستشفى ابن رشد بدعوى تلقي العلاج من مرض سرطان الرئة، واستخرجت له شهادة طبية تثبت إصابته بذلك المرض، لكن بعد عام من ذلك يستطرد (أ.و) لم يستفد من العفو، رغم أن ظروف اعتقاله تحسنت بعض الشيء، مما دفع به إلى الاحتجاج على الطبيب الرئيسي ومطالبته إما بالوفاء بوعده أو برد المبالغ المالية التي استلمها، لكن الطبيب طمأنه، مؤكدا له أن الشهادة الطبية التي تظهر إصابته بسرطان الرئة مزورة بهدف الحصول على العفو، وطلب منه السكوت عن الموضوع. وبسبب توالي الاحتجاجات اقتحمت عليه عناصر من شرطة «البارا» غرفته قبل أسبوعين وتم تجريده من جميع ممتلكاته وهواتفه بحضور الطبيب الرئيسي وبعلم مدير السجن، وفي صبيحة اليوم الموالي على الساعة العاشرة صباحا وضع معصوب العينين داخل سيارة يحيط به ثلاثة من رجال الأمن ونقل إلى سجن سوق الأربعاء. وقال (أ.و) إن نسخة من ملفه الطبي توجد لدى السفارة الموريتانية، وإن السفير الموريتاني بالرباط اتصل به أول أمس هاتفيا لإخباره بأنه حصل على إذن من الخارجية المغربية لزيارته في السجن.