في رسالة مفتوحة شديدة اللهجة وجهها «منتدى الحقيقة والإنصاف» بفرنسا إلى الرأي العام الدولي، والتي توصلت «المساء» بنسخة منها، شكك من وصفوا أنفسهم ب«المنفيين المغاربة ضحايا سنوات الرصاص» في حقيقة المعطيات التاريخية التي قدمها الشريط التلفزيوني، الذي بثته القناة الفرنسية الثانية بتاريخ 21 و22 يناير الماضي حول حياة واغتيال المعارض المغربي المهدي بن بركة. وذكرت الرسالة أن الشريط التلفزيوني «قلل من دور ومسؤولية دولة الحسن الثاني في اغتيال بن بركة، كما جعل من الجنرال أوفقير صديقا قديما للمهدي ومجرد وسيط في المشاورات بين القصر وبن بركة»، حيث لم يشر الفيلم، حسب الرسالة، إلى «الجنرال أوفقير كمنفذ، ومسؤول على كل القمع الذي وقع في المغرب طيلة فترة الحكم السابقة، خصوصا في أحداث 1965». الرسالة اعتبرت أيضا أن القناة الثانية الفرنسية مارست التعتيم على العديد من الحقائق التاريخية، خصوصا في ما يتعلق بمحاولات اغتيال المعارض المغربي، وفي هذا الصدد ذكرت الرسالة أن «المهدي بن بركة لم ينج فقط من محاولة الاغتيال بالجزائر سنة 1964، والتي ركز عليها الفيلم، في محاولة لتوجيه كل محاولات الاغتيال خارج المغرب»، ولكن كتاب الرسالة تساءلوا لماذا لم تتم الإشارة إلى «محاولة الاغتيال التي تعرض إليها بن بركة في الرباط في 1962، والتي أجبرته على أن يضع، ولوقت طويل، آلة «المينيرف»، ليبقى عنقه مستقيما».ووصفت الرسالة، التي تحمل تاريخ 1 فبراير 2008، القناة الثانية الفرنسية بكونها مارست «التعتيم والكذب»، واستغرب «المنفيون المغاربة ضحايا سنوات الرصاص» إقدام «فرانس2» على اختيار يومي 21 و22 يناير 2008 لبث الشريط التلفزيوني»، واعتبروا أن المشرفين على الفيلم: «مارسوا الاحتقار في حق عائلة المناضل، حيث لم تتم حتى استشارتها في الموضوع، وتم الاعتماد بصفة كلية على الشهادة المشكوك في أمرها للمخابراتي السابق محمد البخاري»، ولم تتوقف الرسالة عند هذا الحد وأكد كتابها «أن الفيلم التلفزيوني لا يمس فقط بذاكرة المهدي بن بركة ولكن بذاكرة آلاف النساء والرجال الذين عذبوا في سنوات الرصاص»، وأن أعضاء المنتدى سيفضحون «أية محاولة لتشويه وفبركة التاريخ». وفي تعليقه على الرسالة قال محمد الصبار، رئيس منتدى الحقيقة والإنصاف بالمغرب، في تصريح ل«المساء»، إنه رغم كونه لم يشاهد الفيلم فهو «متفق مع ما جاء في الرسالة، ولأن موقف المنتدى كان دائما واضحا من قضية اغتيال المهدي بن بركة». وأضاف الصبار أن «اغتيال بن بركة هو قرار سياسي مغربي تم اتخاذه في المغرب ونفذته أجهزة مخابراتية متعددة على رأسها المخابرات الفرنسية والمغربية». وأكد الصبار «أن ما عبرت عنه الرسالة من كون رواية الفيلم هي نفسها رواية البخاري هو أمر صحيح لأنه في النهاية يحيل على الرواية الرسمية المغربية ويتقاطع معها، لأنها تنفي المسؤولية عن النظام المغربي». من جانب آخر اعتبر الصبار أن «فرع المنتدى في باريس من حقه إصدار بيانات ورسائل إلى الرأي العام، في أي من القضايا التي يعتبرها مهمة وتتقاطع مع مهام وأهداف المنتدى»، واستطرد: «المنتدى في المغرب يتدخل فقط عندما يتعلق الأمر بقضايا جديدة لم يتم التداول فيها من قبل، أما في ما يخص اغتيال بن بركة فموقف منتدى الحقيقة والإنصاف كان دائما واضحا».