سجلت المحاكم ما بين 2001 و2004 ما مجموعه 5860 حالة عنف ضد الأطفال كل عام، وذلك بزيادة سنوية بنسبة 4.7 في المائة. وحسب دراسة أعدتها وزارة العدل، بتعاون مع اليونيسيف، حول العنف ضد الطفل في المغرب، والتي تم تقديمها أمس الثلاثاء بالرباط، فإن تحليل تطور أشكال العنف المعروضة على القضاء في الفترة نفسها، يظهر انخفاضا في عدد القضايا المرتبطة بأشكال العنف الجسدي والاتجار بالأطفال، مقابل ارتفاع في عدد القضايا المتصلة بأشكال العنف النفسي والجسدي. وأضافت الدراسة أنه تم تسجيل نصف قضايا العنف في خمس محاكم استئنافية، هي محاكم الدارالبيضاء، فاس، القنيطرة، مراكش وأكادير، حيث تأتي محكمة الدارالبيضاء في المقدمة بنسبة 13.9 في المائة من القضايا، تليها محاكم فاسوالقنيطرة ب9.9 في المائة و9.7 في المائة على التوالي. وأبرزت الدراسة أن المعدل السنوي لعدد مرتكبي العنف ضد الأطفال وصل إلى 6272 شخصا، بمعدل زيادة يبلغ في المتوسط 4.3 في المائة في السنة، كما عرف معدل المرتكبين المفترضين للعنف النفسي والجنسي ضد الأطفال زيادة ذات دلالة، حيث بلغت 16.2 في المائة و7.2 في المائة على التوالي، لكن، في المقابل، عرف معدل مرتكبي العنف الجسدي والاتجار في الأطفال تراجعا بلغ 3.1 في المائة و31.1 في المائة على التوالي. وتندرج هذه الدراسة في إطار محور «حماية الطفولة» في خطة عمل «مغرب جدير بأطفاله» 2005-2015، وذلك في إطار متابعة توصيات الاستشارة الإقليمية حول العنف ضد الأطفال التي انعقدت في القاهرة في الفترة من 27 إلى 29 يونيو 2005. ويلاحظ، حسب الدراسة، أن العنف الممارس ضد الطفل منتشر بشكل واضح في المدرسة وكذا في بعض أماكن العمل وفي المؤسسات الخيرية وفي الشارع، في حين لا تتوفر معطيات كافية خاصة بأشكال العنف الممارس من قبل ضباط الشرطة وداخل الأسرة. وأظهرت الدراسة الكمية التي أنجزتها وزارة التربية الوطنية، بدعم من اليونيسيف سنة 2005، وكذا الدراسة النوعية التي همت 1411 تلميذا تم الالتقاء بهم في المخيمات الصيفية، أن 87 في المائة من الأطفال تعرضوا للضرب في المدرسة، 60 في المائة منهم تعرضوا لأشكال مختلفة من الضرب (بالمسطرة، بالعصا، بقضيب البلاستيك، بالفلقة، الضرب على الأيدي وأطراف الأصابع، الصفعات، الركل). كما أظهرت الدراسة أن 73 في المائة من المدرسين يلجؤون إلى العقاب الجسدي، فيما يعترف 61 في المائة من آباء التلاميذ بأنهم يضربون أبناءهم. وتظهر الدراسة أن المدرسين مقتنعون بضرورة اللجوء إلى أشكال العنف الجسدي والنفسي، والتي لا يدرك مدى تأثيرها على النمو النفسي والحركي للطفل، حيث يعتبرونه طريقة لكسب احترام الطفل وتكوين سمعة داخل المؤسسة.