في ظرف ستة أشهر حطمت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم كل الأرقام، وبلغت النفقات خمسة ملايير ونصف، ابتلع منها المدرب الفرنسي هنري ميشيل 300 مليون من السنتيمات بالعملة الصعبة طبعا، عبارة عن رواتب شهرية تفوق 45 مليونا ومقدم عقد وغيرها من الامتيازات التي جعلت الرقم ينتفخ تدريجيا إلى حد الإسراف. وأكدت مصادر «المساء» بأن المعسكر الذي أقامه المنتخب المغربي في باريس، والذي خاض خلاله فريقنا الوطني مبارتين وديتين أمام كل من فرنسا والسنغال قد كلف ميزانية الجامعة نصف مليار فقط لاغير، علما بأن كل عضو من أعضاء المجموعة الوطنية والجامعة قد كلفوا مالية جامعة الكرة 7 آلاف درهم يوميا أما الغرف المحجوزة للاعبين فكلفت في اليوم الواحد 4500 درهما، فضلا عن أداء ثمن التذاكر الخاصة بتنقلات اللاعبين في الدرجة الممتازة على متن الطائرات من أوربا والخليج ناهيك عما أنفقته الجامعة من أجل إيواء نفر هام من الصحافيين. وقبل الانتقال إلى أكرا بيومين صرفت الجامعة المنح الخاصة باللاعبين والمؤطرين والتي تراوحت مابين 20 مليون سنتيم و20 ألف درهم أي بغلاف مالي إجمالي قارب 200 مليون سنتيم بالرغم من الجدل الذي ميز عمليات صرف المنح المذكورة، وكان لإحدى وكالات الأسفار نصيب الأسد من أريحية الجامعة حيث فاقت فواتيرها كل التوقعات، بل إن مصادر أكدت أنها تحظى بالأولوية خلال صرف الاعتمادات وتصل فواتيرها إلى 200 مليون سنتيم في الدفعة الواحدة، خاصة وأن اختيارها لا يخضع لأي مسطرة لأن أعضاء جامعيين يفضلون خدمات هذه الوكالة التي ارتبطت بالجامعة منذ بداية الألفية الثالثة، ومن مميزات هذه الوكالة أنها تقدم العديد من الخدمات الموازية لأعضاء الجامعة وللصحافيين بل إنها غالبا ما تتكلف بإيواء وتغذية الضيوف وفق طقوس الضيافة المغربية. واستمر صبيب السخاء في غانا بعد أن أنفقت الجامعة ضعف المبلغ المالي الذي رصدته الجامعة الغانية لإيواء لاعبيها، فقد كانت تكلفة الغرفة الواحدة 500 دولار في اليوم الواحد، علما أن السعر الذي كان مخصصا لإيواء الغانيين بنفس الفندق هو 250 دولارا، إضافة للنفقات اليومية التي تعهدت وكالة الأسفار بتدبير أمرها ككراء السيارات وشراء التذاكر فضلا عن منح المعسكرات ومنحة الجيب التي تقدم يوميا للفريق الوطني وبعض الصحافيين والتي تبلغ 1200 درهما لليوم الواحد. ولأن السيولة المالية متوفرة فقد قررت الجامعة أياما قبل السفر إلى غانا تمكين مجموعة من الصحافيين من رحلة إلى أكرا على نفقتها الخاصة، واستفاد زملاء في مهنة المتاعب من هذا السخاء لشراء صمتهم وتغيير مجرى المشكل الحقيقي الذي أدى إلى الكارثة، خاصة وأن أصابع الاتهام تتجه رأسا نحو من تعاقد مع المدرب وليس المدرب هنري ميشيل. ومما زاد الطين بلة أن مالية الجامعة لم تمانع في تنظيم سفريات عن طريق نفس الوكالة لأعضاء جامعيين قيل إنهم توجهوا إلى أكرا من أجل المساندة المعنوية للمنتخب المغربي، والحال أن البعثة التي عانت ضعف حرارة الضيافة شكلت عبئا على المنتخب الوطني واضطر رئيس الوفد وسفير المملكة في غانا إلى البحث عن حل لمشاكل البعثة بدل البحث عن حلول لمشاكل المنتخب المغربي. وعلى الرغم من فورة الغضب التي انتابت الشارع المغربي بعد الإقصاء المذل في الدور الأول من نهائيات كأس إفريقيا، فإن مصادر من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أكدت أن عقد جمع عام استثنائي أمر غير وارد، خاصة وأن الجموع العامة منذ تولي الجنرال حسني بنسليمان مقاليد الحكم على رأس هذا الجهاز خلفا للكولونيل الزموري لم تقدم الحساب المالي واكتفى الحاضرون بالتصفيق بدل النقاش والتصويت، وقال المصدر ذاته بأن ميزانية جامعة الكرة انتقلت من 600 مليون سنتيم سنة 1995 إلى 17 مليار سنتيم سنة 2008.