أطلقت جمعية «ساعة الفرح» والمركب التجاري «مرجان» حملة ترويجية لتشجيع المستهلكين المغاربة على اقتناء مشتريات من 17 مركزا تجاريا ما بين 1 و21 فبراير للمساهمة في إنقاذ أزيد من 100 طفل رضيع من موت محقق. وقال مسؤولو قسم المشتريات بمجموعة أسواق «مرجان» إن زبناء المركب التجاري بإمكانهم القيام بعمليات «شراء مجدية»، ما بين 1 و21 فبراير، في إطار حملة وطنية لجمع التبرعات، مشيرا إلى أن نسبة من مداخيل بيع سلع محددة تعود إلى شركات عالمية ستودع لدى جمعية «ساعة الفرح». وتضم لائحة المشتريات المعروضة في الأسواق الممتازة 13 منتوجا لماركات عالمية تشمل مواد التنظيف وآلات الحلاقة وحفاظات الأطفال وبطاريات الشحن وكذلك ال«شامبوان». وعرضت «ساعة الفرح»، في ندوة صحفية أقيمت بأحد فنادق الدارالبيضاء مساء أول أمس الثلاثاء، شريطا وثائقيا مؤثرا يتضمن شهادات أمهات يترددن على مقر الجمعية في الدارالبيضاء للتزود بالحليب المعقم لإرضاع أطفالهن، مرفوقات بأطفال يعانون الهزال، وقالت أمهات إن لجمعية «ساعة الفرح» الفضل في بقاء أطفالهن أحياء، مشيرات إلى عدم قدرتهن على شراء الحليب المعقم لضيق ذات اليد. وحسب مصادر طبية، فإن أسعار حليب الأطفال المعقم ارتفعت بنسبة تصل إلى 33 %، وقال صيدلي في مركز مدينة الدار البيضاء إن جميع أنواع حليب الأطفال المعقم ارتفعت أسعارها بما ما يتراوح بين 7 دراهم و11 درهما دفعة واحدة. وانتقل سعر علبة حليب كيكوز 1، المخصص للأطفال حديثي الولادة، من 38.5 درهما إلى 45 درهما ونصف، أي بزيادة بلغت 7 دراهم، وهو ما يمثل ارتفاعا في السعر بنسبة 20%. كما انتقل سعر حليب كيكوز 2، الذي يستعمل بشكل كبير من طرف العائلات متوسطة الدخل، من 31.15 درهما إلى 42.5 درهما، أي أن الزيادة بلغت 11.35 درهما أي ما يعادل 31% تقريبا. كما انتقلت أسعار البيع للعموم الخاصة بحليب «ناتيفا» من 34.4 درهما إلى 43.8 درهما، أي بزيادة بلغت تسعة دراهم وأربعين سنتيما. والتزمت شركة «تايد»، صاحبة علامة «بروكتر وغامبل»، بتخصيص نسبة مائوية من رقم معاملاتها المتحصل من بيع سلعها المعروضة في 17 مركزا تجاريا تابعا لمرجان عبر المملكة الشريفة، لفائدة 100 طفل يعانون سوء التغذية، وبمنح «ساعة الفرح» ما لا يقل عن 150 ألف درهم كمبلغ جزافي، كيفما كان حجم مداخيلها، أي ما يعادل الميزانية السنوية اللازمة لإنقاذ 100 طفل، وهو ما يعادل 30 في المائة من القدرة الاستيعابية الحالية لجمعية «ساعة الفرح». وستمكن حملة التبرعات جمعية «ساعة الفرح» من شراء حليب الرضاعة والأدوية والمكملات الغذائية وتجهيزات طبية وعلاجية، حسب ما قالته رئيستها، ليلي بنهيمة، التي كانت تتحدث مساء أول أمس الثلاثاء في ندوة صحفية عن أهداف جمعية حاصلة على صفة «المنفعة العامة» منذ سنة 1959. وقالت بنهيمة إن الجمعية التي ترأسها تروم تحفيز المواطنين على المشاركة في هذه العملية التضامنية، وقالت إنها تعول كثيرا على وسائل الإعلام لتشجيع متسوقي»مرجان» على شراء 13 منتوجا لتحصل الجمعية على نسبة مهمة من التبرعات. وأعربت بنهيمة عن تخوفها من وجود أطفال مغاربة ينتمون إلى أسر فقيرة ويعانون سوء التغذية وهم في أمس الحاجة إلى نمو ووزن سليمين، مشيرة إلى أن الأمر «يزداد خطورة» بالنسبة إلى الأطفال المتحدرين من الأوساط الفقيرة بالعالم القروي. ورغم جهود المغرب التي تحدث عنها آخر تقرير لليونيسيف حول «وضع الأطفال في المغرب» والذي يعتبر أن المغرب من بين الدول التي حققت تقدما ملحوظا في مجال مكافحة وفيات الرضع، حيث تقلصت النسبة إلى ثلث الوفيات في أقل من خمس سنوات، فإن ذلك يظل غير كاف لتقليص سوء التغذية بالمغرب. وتعمل «ساعة الفرح» منذ 1973 على المساهمة في محاربة وفيات الأطفال، وأنشأت في هذا الإطار مصلحة خاصة بالأطفال سوء التغذية، ويشرف عليها فريق من المهنيين والمتطوعين الذين يستقبلون ويتابعون حالة أزيد من 350 رضيعا في السنة، ويتمكنون من إنقاذ أزيد من 94 في المائة منهم من موت محقق. ولفت لينين غوزمان، المساعد لليونيسيف بالمغرب، في التقرير الذي قدمه باسم صندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة يوم 23 يناير في الرباط ، الانتباه إلى أنه وعلى الرغم من توسيع قاعدة التغطية بالتلقيح (94% في الوسط الحضري و84 % في الوسط القروي)، فإن حوالي 5 % من الأطفال المغاربة يتوفون قبل بلوغ سن الخامسة. يشار إلى أن مكتب صندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة «يونسيف» بالمغرب قد جمع مبلغ 2.3 مليون درهم من حملة التبرع بالأموال و2.7 مليون درهم من مبيعات بطاقات التهنئة سنة 2005، تم تخصيصها لتمويل «برنامج التطوير المندمج للطفولة المبكرة». وقيل آنذاك إن هذه التبرعات ستمول، تحديداً، الدراسات وعملية جمع المعطيات والاتصالات والتدريب.