لم يؤد المنتخب المغربي ما كان منتظرا منه، فإذا نظرنا إلى الأداء الذي قدمته المنتخبات التي تشارك في كاس إفريقيا للأمم لسنة 2008 لا يمكننا إلا أن نتحسر كثيرا. كان بإمكان المغرب التأهل بسهولة إذا ما استغل مؤهلاته حيث كان لهم كمرجع اللقاء الذي أجروه مع فرنسا، للأسف الشديد افتقد المغرب لكل ما يملكه من مقومات. إذا كان أداء المغرب أمام منتخب ناميبيا المتواضع الهش اتسم بالندية والقوة، فقد كان أداؤه أمام غانا متواضعا وضعيفا ولم يقو على مجاراة القوة البدنية الهائلة للاعبين الغانيين. احتكار الكرة قلنا بعد اللقاء الذي أجراه المغرب ضد المنتخب الناميبي بأن على العناصر المغربية السعي بجد إلى احتكار الكرة للقيام بشن هجمات مكثفة، وخاصة الزيادة في السرعة الجماعية والضغط الجماعي على حامل الكرة من الفريق الخصم وتجنب الخوض في النزالات الثنائية مع عناصر المنتخبين الغيني والغاني الذين يحبذون مثل هذه الأشياء. ما تفاجأنا له في لقاء البارحة هو تواجد ثلاثي من متوسطي ميدان يميل للدفاع يتكون من خرجة وكابوس والسفري، لم يساعدوا الهجوم المغربي في شيء. لم يقم هؤلاء اللاعبون الثلاثة بأي اختراق أو مساندة واضحة للشماخ الذي ظل وحيدا في خط الهجوم. كما لم يقم الظهيران المغربيان بصير والقادوري بأي مساندة للاعبي المحور الهجومي: السكيتيوي وحاجي، مما سهل من مأمورية لاعبي المنتخب الغاني خصوصا لاعب المحور منصاح الذي لعب براحة كبيرة طيلة فترات اللقاء. لم يجد اللاعب المغربي حلولا كثيرة لاحتكار الكرة مما جعل العمليات الهجومية للفريق المغربي تتسم بالبطء وغياب الفعالية وفقد الكرة بسهولة. وحين لم يجد المنتخب المغربي حلولا كثيرة لتبادل الكرة بين لاعبيه كان يلجأ للتخلص من الكرة وتشتيتها بعيدا. كان يحاول كل لاعب مغربي عدم تحمل المسؤولية والتخلص من الكرة بأي طريقة أمام ضغط اللاعبين الغانيين المتواصل. افتقد المغرب أمس للياقته ولم يعرف كيف يقرأ ويحلل طريقة لعب العناصر الغانية. لم يكن بمقدوره القيام بأكثر مما قام به... تضييع الكرة كنا قد قلنا بعد اللقاء الذي أجراه المغرب ضد المنتخب الناميبي بأن المغرب حين لا تكون لديه الكرة لم يكن يضغط، بشكل جماعي، على حامل الكرة من فريق الخصم حتى يربكه ويجعله يفقد تركيزه ويستغل ذلك بشن هجومات مضادة سريعة. لم يعمل المغاربة على استرجاع الكرة بشكل جماعي كما كان مطلوبا إنما كان ذلك عبر محاولات فردية فقط. فكلما كان أحد عناصر المنتخب المغربي يضيع الكرة لا يتحرك زملاؤه بالضغط بشكل جماعي على حامل الكرة من الفريق الخصم بغية استردادها في أسرع وقت ممكن وشن هجوم مضاد سريع وعدم السقوط في مطبة الجري وراء الكرة خاصة في ظل ارتفاع درجة الحرارة مما ينتج عنه افتقاد المغاربة للطاقة اللازمة في لقاءات من هذا الحجم. كان على المغاربة اللعب بشكل رجولي وعدم الوقوع في فخ الالتحامات الثنائية مع اللاعبين الغانيين. لم يستفد الفريق المغربي من أخطائه وعزف على نفس الأسطوانة وكرر نفس الأخطاء القاتلة مما كلفه خسارة قاسية وكلفه خروجا مبكرا من الدور الأول. ما أود الختم به هو التذكير بأن المغرب هو من أقصى نفسه بنفسه وفقد الكثير من بريقه، وليس لغينيا أو غانا أي دور في ذلك.