[email protected] لقد شكلت الأنترنت فضاء خصبا لولادة مشاريع أدبية تروم رسم معالم جديدة لأدب عربي حر. ولعل المتتبع لنشاط هذه الحركة الأدبية التي تشهدها صفحات الإنترنيت من خلال المنتديات والمجلات الإلكترونية، سيبارك ما قدمه «منتدى انانا الأدبي» من إنجازات شكلت قيمة مضافة حقيقية لمسيرة الإبداع في عالمنا العربي حيث تمكن وفي ظرف وجيز من أن يشكل قبلة المبدعين من كتاب وشعراء من كافة الأقطار العربية. الشيء الذي توج بجملة انجازات احتفت بها كل الفعاليات الثقافية العربية التي آمنت بدور المبادرات الخلاقة في تشجيع الإبداع و أهله... «انانا « رمز استلهمه مؤسس المنتدى الشاعر مراد العمدوني من أسطورة يونانية، هي رمز الإرادة والطموح حيث أن الأساطير القديمة تخبرنا أنها آلهة للخصب والجمال، ضحت من أجل استعادة النواميس الإلهية -التي ستسعد شعبها- من أنكى إله الحكمة راكبت قاربها السماوي... «انانا» الخصب والجمال تعيد فصول الأسطورة من جديد، من خلال فتح بوابة جديدة نحو ثقافة عربية حرة ومناضلة... لكن هذه المرة من تونس الخضراء ومع الشاعر التونسي مراد العمدوني -مؤسس المنتدى- الذي شكل رفقة طاقمه الإداري الشاب المتكون من ثلة من المبدعين الشباب هم: الروائي والمترجم «جمال الجلاصي»، الشاعرة ضحى بوترعة»من تونس)، و( القاصة والمترجمة «بديعة بنمراح»، الشاعرة «فاطمة معتصم»، والكتاب والشاعر «عزيز الوالي» من المغرب). هذا الطاقم وإلى جانب الأنانيين الأوفياء، تمكن من استقطاب ما يفوق 400 مبدع عربي بعد سنة من البذل والعطاء اللامشروط... والنابع من إيمان عميق بقيم الجمال الذي يسعى كل مبدع لإظهاره... بعد النجاح اللافت ل»منتدى انانا للإبداع الأدبي» ثم إنشاء «منتدى أنانا لأدب الطفل والناشئة» في خطوة جريئة هدفها دعم أطفالنا وشبابنا وتحفيزهم على اختيار الإبداع كبديل حقيقي في زمن العولمة والاستلاب الثقافي ... إلى جانب «مجلة انانا الإلكترنية» التي تميزت بجودة مواضيعها وجدية مبدعيها في التعامل مع كل ما هو ثقافي... لتتواصل رحلة الألف ميل مع إصدار كتابين ورقيين تزامن صدورهما مع احتفال المنتدى بعيد ميلاده الأول، وهما «كتاب الانفلاتات» الذي صدر من تونس، قدم له الشاعر مراد العمدوني وأعده رفقة المبدعين ضحى بوترعة وجمال الجلاصي، والذي عرف مشاركة 55 كاتبا عربيا من مختلف الجنسيات في إطار ما يسمى بالكتابة الفورية العابرة لحدود التجنيس ... إلى جانب كتاب «لهاث البحر» الذي صدر عن دار الديوان المغربية التي يديرها الأستاذ الجامعي الدكتور جمال بوطيب والذي عرف مشاركة 73 شاعرا من مختلف الأقطار العربية ...شكلت حفل تكريم الشعراء الفائزين في مسابقة الجاحظية بالجزائر الشقيق مناسبة لتوقيع الديوانين ... «انانا» بطاقمه الإداري رفع منذ البداية شعار «لا نعد بل ننجز فقط» ها هو اليوم يواصل احتفالاته في آسفي مفتتحا أول صالون مغربي بعد الصالونات الناجحة في تونس والجزائر... لتظل «انانا» بوابة الأدب العربي نحو ثقافة عربية حرة ومناضلة.