من المرتقب أن تعقد وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي خلال الأسبوع الجاري سلسلة لقاءات تنسيقية مع عدد من القطاعات الحكومية المعنية بملف التعليم، قصد دراسة سبل أجرأة بنود الاتفاق مع النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية في فاتح غشت من 2007. وحسب سعيد مندريس، نائب الكاتب العام للجامعة الوطنية لموظفي التعليم التابعة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، فإن النقابات التعليمة ستطلع على نتائج هذه اللقاءات فور التوصل بها، وفقا لما أبلغهم به الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية، خلال اللقاء الذي جمعهم به الأسبوع الماضي بمقر وزارة التربية الوطنية، في إطار الأجندة التي سطرتها الوزارة من أجل أجرأة بنود ذلك الاتفاق. واعتبر مندريس في تصريح ل«المساء» أنهم لم يلمسوا، خلال ذلك اللقاء الذي جاء بمبادرة من الوزارة الوصية، أي جديد في ما يخص تنفيذ ما سبقت أن التزمت به، وأن مصير ذلك الاتفاق، الذي تم توقيعه في عهد حكومة جطو، هو الغموض، على حد تعبيره، علما بأن الشق الأول من الاتفاق الذي يهم وزارة التربية الوطنية الذي يتضمن 17 إجراء، لا يتطلب أي غلاف مالي، مضيفا في السياق ذاته أن ما تقوم به الحكومة في مواجهة القضايا التعليمية هو استعمال لغة التطمينات، مشيرا إلى أن المركزيات النقابية أمام هذا الوضع لا يمكنها أن تبقى مكتوفة الأيدي، خاصة وأن الأسرة التعليمية تنتظر بفارغ الصبر الاستجابة إلى مطالبها، وأنه من غير المستبعد أن يتم خلال الأيام القليلة المقبلة الإعلان عن خطوات نضالية من أجل دفع الحكومة إلى التخلي عن لغة التطمينات، والاستجابة للمطالب التي سبق أن التزمت بتطبيقها. إلى ذلك، أوضح علال بلعربي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أن التدابير التي تتخذها الوزارة الوصية، في ما يخص أجرأة بنود اتفاق فاتح غشت 2007، تسير ببطء شديد، وأنهم داخل مركزيتهم النقابية يشعرون بالقلق الشديد إزاء هذا التعثر. وكشف بلعربي في تصريح ل«المساء» عن وجود حالة من الاحتقان والغضب وسط الشغيلة التعليمية جراء هذا التعثر، مضيفا أن الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية أطلعهم، خلال اللقاء الأخير الذي جمعهم به بمقر وزارة التربية الوطنية بالرباط، على اتخاذ جملة من الإجراءات، من بينها تشكيل لجنة وزارة ثلاثية، تضم إلى جانب وزارة التربية الوطنية كلا من ممثل عن وزارة المالية وآخر عن وزارة تحديث القطاعات العامة قصد دراسة الإسقاطات المالية التي ستترتب عن هذا الاتفاق. وحسب مصادر نقابية، فإنه أثيرت خلال هذا اللقاء نتائج الترقية بالاختيار لفائدة رجال التعليم، والتي خلفت موجة من الاحتجاجات والسخط وسط شغيلة القطاع، بعد أن خابت آمال العديد منهم في الاستفادة من هذه الترقية. واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن هناك إجماعا من لدن المركزيات النقابية على كون الوضعية التي يعاني منها رجال التعليم، جراء تأخر تنفيذ الاتفاقات المبرمة، صارت لا تتحمل مزيدا من الانتظار.