يعتبر خطاب الآباء للأبناء من أهم وسائل الإتصال بهم منذ حداثتهم، ويترك في الشخصية آثارا عميقة يصعب محوها نظرا لطراوة ذاكرة الصبي. فالخطاب يبدأ بابتسامة الأم أو عبوسها في وجه الصبي، بالإضافة إلى ما تلتقط حواسه من أصوات وأحداث من حوله، مما يكون له أعظم الآثار والتي تنعكس سلبا أو إيجابا على شخصيته في كل مراحل العمر. ونظرا لأهمية وخطورة خطاب الآباء على حياة الأبناء النفسية والوجدانية، ينبغي للآباء أن يكونوا على علم بمسؤولية تعاملهم مع أبنائهم وأن يتوخوا الدقة في ذلك، وألا يتسم الحديث بالحشو والهزال، وليعلم الآباء أن خطابهم بمثابة لبنات تدخل في تشييد نفسية الأطفال. ولتحقيق جودة الخطاب ينبغي أن يستدعى إليها الأمهات المفتقرات للمعرفة، التي تؤهلهم لتربية أبنائهم. كما أن الظرف يدعو إلى القيام بتداريب تحسيسية للمشرفين والمشرفات على رياض الأطفال، فالأكيد أن جلهم يفتقر إلى المهارات والمعلومات التي تخول لهم الإشراف على تربية الأطفال. وخطاب الأسرة والروض ينبغي أن يتسم بما يناسب أعمار الأطفال وأن يجيب عن تساؤلاتهم، حتى نصل إلى أسمى الغايات التربوية التي توفر للمجتمع ناشئة أكثر وعيا، مما يتيح لهم القدرة على أن يكونوا مندمجين ونافعين لأنفسهم ولأهلهم ولمجتمعهم. ولا يتحقق هذا الهدف ما لم تتضافر الجهود من كل المؤسسات الأسرية والتربوية والاجتماعية. على كل الآباء والأمهات وكل مقبل على بناء أسرة أن يعد نفسه إعدادا متينا بما يكفي من المعلومات عن الحاجيات التي ينبغي توفرها لبناء أسرة متوازنة تنعم بالصحة والانسجام في الحياة الزوجية مما يوفر أفضل الأجواء لتلقي «كائنات» بشرية توكل إليهما مسؤولية تغذيتها تغذية متوازنة وتربيتها مما يهيء لها أحسن الظروف لتحيا حياة سوية.