بادرة طيبة تلك التي قام بها مجموعة من شباب إقليم أزيلال المثقفين والمقيمين بالولايات المتحدةالأمريكية، بإنشائهم ل«أول بوابة إلكترونية شاملة وغير رسمية للإقليم»، أطلقوا عليها اسم «أزيلال أون لاين». ويهدف هؤلاء الشباب الغيورين على بلادهم من خلال هذا المشروع إلى التعريف بالإقليم وما يزخر به من ثروات طبيعية ومائية، وكذا كشف كنوز الإقليم الثقافية والحضارية من خلال جمع التراث الشعبي والفلكلور المعبر عن ثقافة المنطقة.. وذلك محاولة منهم لفك العزلة عن الإقليم والتعريف بمشاكله وما تعانيه الساكنة من فقر وبؤس وتهميش... المشروع لا يزال في طور تشكيل لبناته الأساسية لانطلاقه، وهو في أمسّ الحاجة إلى الدعم والمساندة من طرف المهتمين والغيورين على بلادهم، بخلق فرُق عمل خاصة بكل جماعة قروية أو حضرية بالإقليم لمساعدة هؤلاء الشباب وتزويدهم بكل المعلومات المتعلقة بالمدن والقرى المكونة للإقليم. إن إقليم أزيلال غني وفقير في نفس الوقت. غني وقوي بعدة مؤهلات طبيعية وثقافية، كتضاريسه الجبلية وقطاعه الغابوي وتوفره على فرشات مائية مهمة تشكل ثروة اقتصادية للإقليم. لكن عدم تدبير هاته الثروة والتحكم فيها أفقد الإقليم غناه وأفقره بسبب التهميش الذي لا يعير هذه المناطق أدنى اهتمام لا على مستوى الدراسات ولا على مستوى التدخلات من طرف المصالح التي تكتفي فقط بتنظيم وتدبير هذه الموارد تحت ضغط الحاجة ودوافع الاضطرار، ويبقى غيابها واضحا على مستوى تحسين بنيات الاستقبال وإشراك السكان في الاستفادة من هذه الثورة الاقتصادية. كل هذا نتج عنه إهمال وأضرار اقتصادية تجلت في اجتثات القطاع الغابوي بالمنطقة وتعرية السفوح الموالية، وارتفاع شكاوى أهالي الإقليم من العطش بفعل الجفاف الذي جعل أغلبية العيون والنقط المائية تجف، بالإضافة إلى تراجع صبيب المجاري المائية بنسبة تفوق 50% على الرغم من غنى الإقليم بالثروة المائية. ينضاف إلى ذلك عدم استفادة السكان من سقي أراضيهم المجاورة لسدود الإقليم الأربعة، وكذا الماء الصالح للشرب والطاقة الكهرمائية التي تنتجها المعامل المجاورة لتجمعاتهم السكنية. وعلى الرغم من توفر الإقليم على مؤهلات سياحية متميزة ومتعددة، تتجسد أساسا في شلالات أوزود والقنطرة الطبيعية «إمي نفري» بالإضافة إلى آثار الدينصور بمنطقة إيواريضن بدمنات، وغنى الإقليم بسلاسل جبال شاهقة تشكل منتوجا سياحيا يستهوي هواة المغامرة من السياح الذين يستغلون وعورة هذه التضاريس لممارسة أنواع مختلفة من الرياضات كالتزحلق والتسلق والمشي لبلوغ قمم هذه الجبال (جبل راث مثلا)... رغم كل هذه المؤهلات السياحية، إلا أن الإقليم يفتقر إلى بنيات تحتية ملائمة للدفع قُدما بهذا القطاع، أولها غياب شبكة طرق ملائمة ومتكافئة ووسائل نقل سياحية لربط مدن وقرى الإقليم بالأقاليم المجاورة... نتمنى إذن أن تتظافر الجهود للدفع بمشروع بوابة «أزيلال أون لاين» إلى الأمام، من أجل حشد همم المسؤولين بالإقليم وحثهم على القيام بمهامهم والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم على أكمل وجه.