عبد الواحد ماهر خلال جلسة الاستماع إلى بعض الشهود في ملف «الشريف بين الويدان»، المنعقدة مساء أول أمس الأربعاء، بغرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف في الدارالبيضاء، ساد فتور كسره صراخ بعض المحامين من دفاع مصطفى البوخليفي، مطالبين الهيئة القضائية بأن يأمر الشاهد بوجمعة الشافي، رئيس دائرة تلال تاغمرت، الذي سبق أن كان رئيسا للقائد المتهم مصطفى بوخليفي، بالإجابة عن الأسئلة الموجهة إليه بدون مراوغة. وأفاد الشاهد نور الدين كاري، رئيس فرقة محاربة المخدرات بولاية أمن طنجة، لهيئة المحكمة بأنه يعرف جيدا عبد العزيز إيزو، عندما كان هذا الأخير رئيسا للأمن في مدينة طنجة. وقال كاري، ردا على سؤال للقاضي حول معرفته بإيزو: «لقد عملت معه، وعلاقتنا كانت مبنية على الاحترام والانضباط المفروض في سلك الشرطة، لم يسبق أن تدخل السيد إيزو لدى المصلحة التي أرأسها للإفراج عن أي شخص متهم أو على علاقة بتجار المخدرات». وذكر رئيس فرقة محاربة المخدرات بعاصمة البوغاز إنه سبق أن حرر مذكرة بحث وطنية في حق محمد الخراز، المعرفو ب»الشريف بين الويدان»، بعد أن دل عليه شخص جرى اعتقاله واسمه أمرزوق. وخلال جلسة أول أمس الأربعاء استمعت هيئة المحكمة أربعة شهود، أبرزهم رئيس فرقة مكافحة المخدرات بولاية أمن طنجة، الذي عاد ليضيف أن علاقته بإيزو لا تتعدى علاقة الرئيس بالمرؤوس، مشيرا إلى أنه، طوال الفترة التي كان فيها إيزو مسؤولا أمنيا بالمدينة لم يتلق منه أوامر أو تعليمات عن شأنها أن تغير مساطر البحث أو التدخل في عمل فرقة مكافحة المخدرات. وحسب شهادة رئيس الفرقة، فإن علاقته بالخراز تتجلى في كون رئيس فرقة محاربة المخدرات هو أول من حرر مذكرة بحث في حق «بين الويدان» بعد اعتقال شخص إسباني ومهرب مغربي يدعى أمرزوق قال للشرطة، بعد اعتقاله رفقة الإسباني في ميناء طنجة وبحوزتهما 60 كيلوغراما من المخدرات، إنه يعمل لدى الشريف بين الويدان. وقال رئيس فرقة محاربة المخدرات في شهادته إن «بين الويدان» لم يكن معروفا لدى الأمن كتاجر مخدرات، مشيرا إلى أن الشرطة عندما انتقلت إلى منزله وضيعته، لم تعثر على أية مخدرات. وحسب رئيس فرقة محاربة المخدرات بأمن طنجة، فقد أشرف بنفسه على تحرير مذكرة بحث وطنية لاعتقال الشريف بين الويدان، بناء على إفادة مغربي كان يعتزم تهريب 60 كيلوغراما من المخدرات بمعية إسباني عبر ميناء طنجة. وقال رئيس فرقة محاربة المخدرات إن محمد الخراز، بعد سماعه بخبر البحث عنه، توجه إلى وكيل الملك لتقديم نفسه، فأخبره الوكيل بالتوجه إلى الشرطة القضائية وتسليم نفسه. وسبق لعبد العزيز إيزو أن قال للقاضي الطرشي، في جلسة سابقة، إنه عين في طنجة في نفس اليوم الذي عين فيه نور الدين كاري على رأس فرقة محاربة المخدرات، وهو المنصب الذي مازال يشغله كاري منذ 11 سنة خلت. وأثار الشاهد الثاني بوجمعة الشافي، الذي كان يشغل منصب رئيس دائرة تلال تاغرمت ورئيسا للمتهم بوخليفي، حنق دفاع المتهم بوخليفي، ولم يعط إجابات واضحة وصريحة لهيئة المحكمة وظل يتلعثم في كلامه ويمسح العرق من على جبينه بين الفينة والأخرى. وطالب بعض المحامين من رئيس الجلسة أن يأمر الشاهد بالإجابة عن الأسئلة الموجهة إلى رئيس الدائرة الحضرية بشكل مباشر بدل الالتفاف على الأسئلة والإدلاء بوجهات نظر غامضة والاكتفاء بالإجابة بنعم أو لا. وتراجع عمر الفاروقي، الشاهد الثالث، عن تقديم شهادته في الجلسة وتعلل بالمرض، كما تراجع عن شهادة سبق أن أدلى بها أمام قاضي التحقيق، وقال للقاضي إنه وقع على المحاضر دون الاطلاع عليها. وقال الشاهد الرابع، الذي يملك شركة للزليج في طنجة، إنه لا يعرف الشخصين المعتقلين في ملف «الشريف بين الويدان» وهما مصطفى غريب، مفتش شرطة ممتاز بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية، ومصطفى الخليوي، المدير الجهوي السابق للمديرية العامة لمراقبة التراب بطنجة (متقاعد)، وأنكر أن يكون قد سلمهما في يوم من الأيام رشاوى بعث بها إليهما الشريف بين الويدان. وأخبر مدير شركة الزليج هيئة المحكمة بأن علاقته بالشريف بين الويدان لا تتعدى المعاملات التجارية بحكم أن الخراز يملك عقارات ومعروف كمقاول عقاري يتاجر في مواد البناء والعقارات وليس في المخدرات.