قال محمد اليازغي، الكاتب الأول السابق للاتحاد، «رغم أن مستشاري الملك حاولوا أن يوضحوا أنهم لم يتدخلوا في مفاوضات تشكيل الحكومة، فإن تدخلهم كان واضحا كل الوضوح»، وأضاف «إنهم اقترحوا على عباس الفاسي أن يتم استوزار محمد الكحص وثريا جبران باسم الاتحاد، غير أنني رفضت أن تسند إلينا وزارات باسم من سيتولاها. وأكد اليازغي، في حوار خص به «المساء»، أن ما حصل هو أن الملك «تشوش» بعد أن أخبره عباس الفاسي بمطلبي القاضي بمنح الاتحاد سبع حقائب وزارية. يوسف ججيلي - وبالفعل، هاتف محمد السادس عبد الواحد الراضي وقال له: «واش سمحمد ماباغيش الاتحاد يشارك في الحكومة بطرحه لمطالب تعجيزية؟»، وأضاف اليازغي: «أنا بعثت إليه بكيفية غير مباشرة ما مفاده أن هذا حوار يجري مع الوزير الأول، وهو من يجب أن يقول لي ما هي المسائل التي قبلها وما هي المسائل التي لم يقبلها وما هي الاقتراحات المضادة، وتفهم الملك ذلك ولم يعد هناك أي إشكال». وحول ما إذا كان الملك تجاوزه بالاتصال بنائبه عبد الواحد الراضي عوضا عنه، قال اليازغي: «لا يجب أن ننسى طبيعة الملك، ولماذا فضل عبد الواحد الراضي لإبلاغي. وفي هذه المسألة المتعلقة بي شخصيا، أظن أنه كان من الصعب أن يتصل بي مباشرة، لأنه ارتأى أنه من الأحسن أن يخبرني عن طريق عبد الواحد الراضي، وليس في ذلك أدنى إشكال». واسترسل قائلا: «البعض لامني على حديثي عن الملك في هذه الأشياء ونسوا أنني أمام مجلس وطني، ووقع نقاش عميق حول الطريقة التي شكلت بها الحكومة، وليس في حديثي عن الملك أدنى مس بمكانته ودوره الدستوري». وقال اليازغي: «ما فهمته من ممارسات الملك هو أنه حرص على دعم وزيره الأول». وفي ما يرتبط بمغادرة موقعه وتجميد عضويته بالمكتب السياسي، شدد اليازغي على أن الأمر لا يتعلق بإقالة، متسائلا: «من منع أعضاء المكتب السياسي من فعل ذلك؟»، مشيرا إلى أنه فسر مسألة الصدمة، التي دافع عنها بعض أعضاء المكتب السياسي، بأن هذا الأمر لن ينجح لسبب تاريخي وهو ما حصل خلال القيادة الجماعية للاتحاد الوطني للقوات الشعبية، موضحا: «أنا لم أكن موافقا على ذلك، لأنني أكدت أن هذه الصدمة قد تدخلنا إلى دوامة أزمة يصعب أن نخرج منها وسنجد أنفسنا في أزمة جديدة سببتها لنا هذه الصدمة». وأكد اليازغي أن الحزب وجد نفسه أمام أزمة وذهب بعضو داخل المكتب السياسي إلى القول، في اجتماع للمكتب: «إننا نخشى أن نصبح حزبا مكروها لدى الرأي العام». وعلى صعيد آخر، شدد اليازغي على أن المجلس الوطني لم يقرر في نوعية المؤتمر، على خلاف ما ادعاه عبد الواحد الراضي، في الندوة الصحفية الأخيرة، مضيفا قوله: «لن أقبل بالعودة إلى الكتابة الأولى ومستقبل الحزب سأساهم فيه». تفاصيل الحوار في صفحة الحوار.