يوسف ججيلي قال محمد اليازغي: «صحيح أن مسلسل المفاوضات من أجل تشكيل الحكومة تميز بعدة صعوبات، ورأينا، نحن في الاتحاد، أنه كانت هناك مسالك غير صحية في العلاقات ما بين السلط»، وأضاف الكاتب الأول السابق للاتحاد، في مداخلته في المجلس الوطني الذي حصلت «المساء» على شريط تسجيله، «رغم ذلك اعتبرنا أنه بالنسبة إلى القطاعات التي أسندت إلينا والتي لم يسجل على رأسها أي اسم يفرض علينا من أي جهة كانت، فنحن الحزب الوحيد الذي لم تمل عليه أسماء وزرائه». وأكد اليازغي أنه كان يجمع قيادات الحزب لإخبارهم بفحوى لقاءاته مع الوزير الأول المعين، وقال: «إن المكتب السياسي كان على اطلاع على كل ما كان يجري بينه وبين الفاسي»، كما أنه يتحمل، لوحده، مسؤولية الأسماء التي اقترحها للاستوزار باسم الحزب، «لأنني قدرت أنه من الصعب عرضها على أعضاء المكتب السياسي لأنه لدينا إخوان مؤهلون داخل هذا الجهاز كما في المجلس الوطني»، يضيف الكاتب الأول السابق، قبل أن يستطرد متسائلا «هل تريدون أن نضع ذلك النقاش جانبا وأن نشرع في سب وتجريح بعضنا البعض؟»، مشيرا إلى أن قناعته كانت هي أن يخرج الاتحاد الاشتراكي من هذه المحطة عالي الرأس. وفي سياق كشفه لفحوى اتصالات هاتفية جرت بينه وبين الملك، أكد اليازغي أنه كان، ليلة اجتماع المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية، رفقة عباس الفاسي، في بيت هذا الأخير ينتظرون ما سيسفر عنه هذا الاجتماع، قبل أن يقرر المغادرة إلى بيته، حينها يهاتفه الملك محمد السادس في منتصف الليل ليؤكد له أن الوزارات التي كانت ستمنح للحركة سيتم توزيعها على أحزاب الأغلبية. وقال اليازغي، أمام أعضاء المجلس الوطني، إنه «كان من المفروض أن يحصل الاتحاد على حقيبتين، غير أننا أخذنا واحدة فقط لأن الأخرى فرضت علينا باسم من سيتولاها». واستطرد اليازغي في كشف تفاصيل مفاوضات تشكيل الحكومة قائلا: «حينما طالبت بأن يمثل الحزب بسبع حقائب وزارية في حكومة عباس، اتصل الملك بالأخ عبد الواحد الراضي، وهو حاضر معنا اليوم، وقال له: «واش هاد سمحمد ماباغيش الاتحاد يشارك في الحكومة بطرحه لهذه المسائل التعجيزية». وتوجه اليازغي، في ختام مداخلته في الشق المتعلق بمفاوضات تشكيل الحكومة، إلى أعضاء المجلس الوطني مخاطبا إياهم بقوله: «هذه هي الحقائق، ورأيت أنه من واجبي أن أخبركم بكل ما جرى». هذا، وظهر ارتباك كبير على عبد الواحد الراضي وباقي أعضاء المكتب السياسي بعد مداخلة اليازغي، مما دفع بالراضي إلى رفع الجلسة لمدة نصف ساعة رغم ارتفاع الأصوات المطالبة لأعضاء المجلس الوطني بالرد على ما جاء به كاتبهم الأول السابق. وفي سياق آخر، يعتبر العديد من المتتبعين للشأن الاتحادي أنه بحضور محمد اليازغي أشغال اجتماع المجلس الوطني «أنقذ» المكتب السياسي الذي كان أعضاء المجلس الوطني على مشارف إقالته والإطاحة به.