يتذكر الجميع زفاف القرن الأسطوري الذي جمع بين الأميرة الراحلة ديانا وولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز. فمنذ الإعلان عن الخطوبة وتحديد موعد الرباط المقدس، كانت الأميرة ديانا موضوع حسد الكثيرات، خاصة عندما كانت وسائل الإعلام تنقل صورها والأمير على متن اليخت الملكي خلال شهر العسل مرفقة بعناوين عريضة عن الهيام والصبابة التي تجمع بين قلبي الأميرين. لكن كتاب «ديانا: تفاصيل حياتها الحميمة» لتينا براون، المتوقع صدوره آخر الشهر الجاري، يكشف المستور عن زيف تلك المشاعر وأن أميرة بلاد الغال ربما كانت أتعس عروس في القرن. في يوم الدفن، ارتدى الطفلان البذل الرسمية لمرافقة بقية أفراد العائلة إلى الكنيسة. وقبل ذلك، تحدث الأمير تشارلز مع الملكة إليزابيث الثانية وأصر أن تخصص لزوجته السابقة جميع المراسيم الرسمية الملكية في هذه المناسبات، لكن الملكة لم يكن لها نفس الرأي. فإليزابيث الثانية تعتقد أن ديانا كانت الزوجة السابقة لتشارلز وليس الملكة المستقبلية للبلاد وأن موتها هو مسألة خاصة بعائلة ديانا ولا دخل للمراسيم والطائرت والقصور الملكية بها، وهو نفس الموقف الذي كان يدعمه زوجها الأمير فيليب. لكن تشارلز دافع بشدة عن الأميرة الراحلة كما لم يفعل يوما عندما كانت على قيد الحياة، بل كان على استعداد لنقلها على متن طائرة خاصة، لكنه تمكن، أخيرا، من إقناع الملكة بنقل رفات ديانا إلى القصر الملكي في سانت جيمس. في خضم هذه المفاوضات حول المعاملة الواجبة التي تستحقها ديانا بعد موتها، نسي القصر الملكي إبلاغ والدتها بخبر وفاتها. وتروي والدة ديانا، فرونس شاند كيد، في مذكراتها حول تفاصيل موت ابنتها، أنها استيقظت على مكالمة هاتفية في منزلها بجزيرة «سيل»، حيث ظنتها في بادئ الأمر من ابنتها ديانا وتمنت أن تضع هذه المكالمة حدا للحرب الباردة التي كانت دائرة بينهما؛ لكن لخيبة أملها كان الأمر يتعلق بصديقتها جيني ميلن التي أخبرتها عما تتداوله وسائل الإعلام. وبسرعة كبيرة، وضعت بعض الملابس في حقيبتها من أجل الذهاب إلى باريس لتكون إلى جانب ابنتها وهي مصابة، لكن ابنتها جين اتصلت بها لتخبرها بوفاة ديانا، وكان الخبر أكيدا ولا يحتمل أي شك لأن زوج جين هو السير روبير فيلووز، المشرف على تتبع الأخبار من باريس بتكليف من الملكة. وأبلغتها جين أن القصر يحظر عليها أن تتكلم في موضوع الوفاة مع أي أحد كان حتى يتم إعلان الخبر للشعب البريطاني. علاوة على ذلك، تقول والدة ديانا إن الملكة لم تكلف نفسها عناء إرسال برقية تعزية إليها أو حتى مكالمة هاتفية. كما تم إقصاؤها من نقل جثمان ابنتها من باريس رفقة الأمير تشارلز وابنتيها، باستثناء شقيق ديانا الأصغر، الكونت سبينسر، الذي تعذر عليه الحضور بسبب وجوده في جنوب إفريقيا وعدم تمكنه من الحضور في الوقت المناسب. في مستشفى بيتييه-سلابيتريير في باريس، تم استقبال تشارلز من طرف الرئيس جاك شيراك وزوجته بيرناديت ووزير الخارجية، إيبير فيدرين، ووزير الصحة، بيرنار كوشنير، ووزير الداخلية، جون بيير شوفينمون. وقد شكر تشارلز الجميع على مساعدتهم بفرنسية سليمة، وكان واضحا أن الأمير مهتم جدا بأدق تفاصيل نقل جثمان أميرة بلاد الغال. ويروي مايكل جاي، المتحدث الرسمي باسم مستشفى بيتييه-سلابيتريير، أن تشارلز دخل أولا لإلقاء نظرة على زوجته السابقة، وقد كان يبدو متماسكا وهادئا، لكنه كان متأثرا جدا بما حدث. وبما أن والدته الملكة علمته طيلة حياته كيفية تحويل مشاعره إزاء أشياء أخرى وتجاهل السبب الرئيسي، صب الأمير جام غضبه على تفصيل صغير يتعلق بفقدان أحد الأقراط الذهبية للأميرة أثناء الحادث، والذي تم العثور عليه شهرين بعد ذلك في حطام سيارة المرسيدس الخاصة بدودي الفايد. ويتذكر جميع من حضر في المستشفى أن الأمير صاح قائلا: «لا يمكن أن تنقل الأميرة دون قرطها الثاني». وقد أفضى تشارلز فيما بعد لكاميلا بأن رؤية ديانا على تلك الحال كانت أفظع ما مر به في حياته، وأنه في تلك اللحظة عادت به الذاكرة إلى تلك الفتاة الشابة الجميلة التي التقاها عندما كانت في العشرين من عمرها، ولم يفكر أبدا في جثة المرأة الهامدة أمامه، كما أنه نسي في تلك اللحظة جميع المشاكل التي صادفتهما. ويضيف تشارلز أنه بكى بكاء مريرا حزنا عليها وحزنا على ابنيهما. وكانت تعابير وجهه عندما كان في السيارة إلى جانب شقيقتي ديانا تعابير رجل مجروح ومهزوم. وعندما اقترح عليه مسؤولو المستشفى أن يتم نقل ديانا من على سطح مبنى المستعجلات إلى متن طائرة هيلوكوبتر، رفض بشدة قائلا: «لا، هناك أناس يحبونها وينتظرون رؤيتها في الخارج».