الرباط- عبد الحق بلشكر: لم تتمكن تسعة أحزاب سياسية من الحصول على أي مقعد في انتخابات الجمعة الماضي، بسبب عدم تمكن مرشحيها من الوصول إلى عتبة 6 في المائة من الأصوات التي تفرضها مدونة الانتخابات، وتعتبر هذه النتيجة أولى تأثيرات التعديلات التي أدخلت على القانون التنظيمي لمجلس النواب، والقاضية برفع العتبة في الدوائر المحلية من 3 في المائة إلى 6 في المائة، وتطرح هذه النتيجة أسئلة على الأحزاب التي لم تحرز العتبة ولم تحصل بالتالي على أي مقعد، ومن الأحزاب التي تندرج ضمن هذا الإطار هناك الحزب المغربي الليبرالي الذي قال محمد زيان، أمينه العام، في اتصال مع «المساء» إن حزبه لازال لم يستنتج بعد الخلاصات اللازمة من الانتخابات التي جرت الجمعة الماضي، وقال إنه يعتقد شخصيا أن المقاطعة الواسعة في الانتخابات تدل على أن»المغاربة» «غير مقتنعين بالملكية الدستورية»، مضيفا بتردد «لا أدري بماذا يؤمن المغاربة؟ لكنني تأكدت بأنهم لا يؤمنون بالمشاركة الديموقراطية». وحول الرسالة التي فهمها حزبه من عدم حصوله على أي مقعد في البرلمان قال زيان «لا أدري هل هذا نداء لنا من الشعب بأن علينا أن نغادر الساحة السياسية، أم أن هذه دعوة لنا للبقاء والتحلي بالنفس الطويل من أجل توعية الشعب»، وقال زيان إن حزبه الآن يوجد في مفترق طرق، لكنه أكد أن المشاركة الضعيفة لا تعني بالضرورة أن المغاربة يرفضون الحزب المغربي الليبرالي قائلا:»لو كانت المشاركة واسعة ولم نحصل على أي مقعد لقلنا بأن المغاربة يرفضوننا، لكن ما دامت المشاركة ضعيفة جدا فهذا لا يعني أن هناك رفضا لنا كحزب». ومن جهته قال مصطفى المعتصم، الأمين العام لحزب البديل الحضاري، إن عدم حصول حزبه على أي مقعد في البرلمان يعد «نتيجة طبيعية نظرا للإقصاء الذي تعرض له الحزب في وسائل الإعلام»، وقال معتصم إن حزبه استفاد من 10 دقائق فقط من التدخلات الانتخابية في التلفزة، وأضاف: «اكتشفنا أن الشعب المغربي لا يعرفنا، وأن الدوائر الانتخابية شاسعة ويصعب تغطيتها، كما اكتشفنا أن استعمال المال كان على نطاق واسع»، وحول ما إذا كانت هذه النتيجة ستدفع الحزب إلى مراجعة نشاطه السياسي، قال «نحن حزب جديد، وأول ظهور علني لنا كان 10 أيام قبل موعد الانتخابات لذلك فإننا نعتبر مشاركتنا بمثابة تعريف بحزبنا»، وأضاف: «ربما لم تكن هناك إرادة للسماح بدخولنا للبرلمان، لكننا نعتبر أننا نجحنا من خلال التعريف بمشروعنا السياسي خلال الحملة، وقد التحق بنا العديد من الشباب بشكل لم نكن نتوقعه». أما عبد الواحد معاش الأمين العام لحزب الشورى والاستقلال، الذي ترشح في 48 دائرة، فإنه عبر عن تفهمه لعدم حصول حزبه على أي مقعد في البرلمان، وقال: «كنت أنتظر هذه النتيجة بالنظر لضعف الإمكانيات التي يتوفر عليها حزبنا من أجل خوض الانتخابات، وأضاف: «المهم هو دراسة ظاهرة العزوف السياسي التي تعتبر درسا للدولة أما الأحزاب فلا دور لها لأنها تعتمد فقط على أباطرة الانتخابات»، وتساءل معاش عن حقيقة الخريطة الحزبية التي أفرزها اقتراع الجمعة الماضي قائلا: «أعتقد أن الخريطة التي أفرزها الاقتراع مفبركة، وحول ما إذا كان يفكر في حل حزبه بعد فشله في الانتخابات قال معاش «نحن حزب تاريخي». وحسب ندير المومني أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط فإن عتبة 6 في المائة لم يكن لها تأثير كبير على الحصول على المقاعد، وقال في قراءة أولية لهذا التأثير إن الانتخابات السابقة التي جرت سنة 2002 بينت أنه مع اعتماد عتبة 3 في المائة فإن الأحزاب التي حصلت على أقل عدد من الأصوات حصلت على أكثر من 6 في المائة، وأضاف المومني أن تأثير عتبة 6 في المائة بدا واضحا في اللائحة الوطنية التي أقصيت منها عدد من الأحزاب، وأضاف المومني أن القانون ينص أيضا على أن الأحزاب التي لم تحصل على 5 في المائة من الأصوات وطنيا غير مؤهلة للحصول على التمويل العمومي. ويذكر أنه بالإضافة للحزب المغربي الليبرالي، وحزب البديل الحضاري والشورى والاستقلال التي لم تحصل على أي مقعد فإن أحزاب: الأمل، والمجتمع الديموقراطي، والإصلاح والتنمية، والحرية والعدالة والاجتماعية، وحزب النهضة، لم تحصل على أي مقعد.