تدهورت بشكل كبير الأحوال الصحية لمعطلي الجمعية الوطنية لحملة الشهادات في تارودانت، الذين يخوضون إضرابا عن الطعام منذ خمسة وعشرين يوما، بينهم السالمي الحبيب، عضو المكتب المركزي لجمعية المعطلين بالمغرب. وكشفت مصادر «المساء»، أن المعطلين محمد الوردي، وابراهيم بونقورت، نقلا، أول أمس، على وجه السرعة على متن سيارة إسعاف إلى المستشفى الإقليمي «المختار السوسي» في تارودانت، بعدما أغمي عليهما، بسبب سوء وضعيتيهما الصحية، خاصة بالنسبة للأول، الذي يوجد في حالة خطيرة. وأعرب سياسيون وحقوقيون عن قلقهم البالغ إزاء معاناة المضربين عن الطعام، سيما في ظل إصرار المعطلين على مواصلة إضرابهم دون توقف، حتى تتم الاستجابة لمطالبهم، منبهين الجهات المسؤولة إلى خطورة تبعات تجاهل معالجة ملف التشغيل في تارودانت على حياة المضربين، وما يمكن أن ينتج عن ذلك من مأساة اجتماعية حقيقية. وذكرت المصادر أن وفدا عاين أثناء زيارته للمضربين التدهور الخطير جدا لصحة المعطلين، مما أصبحت معه حياتهم في خطر داهم، يتطلب تدخلا مستعجلا لفتح باب الحوار مع مناضلي الجمعية، وضمان حق الشغل للجميع. إلى ذلك، قال المكتب الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بجهة أكادير، إن هذا الوضع المتأزم قد يؤدي إلى كارثة حقيقية قد تمس الحق في الحياة، وهو ما يتطلب، حسبه، من كافة القوى الديمقراطية التقدمية، وكذا المنابر الإعلامية الجادة، المؤازرة المادية والمعنوية للمعطلين المضربين. ودعت الهيئة الحقوقية، في بلاغ توصلت «المساء» بنسخة منه، عمالة إقليمتارودانت، إلى فتح حوار جدي ومسؤول مع المضربين، محملة إياها المسؤولية عما ستؤول إليه أوضاع المضربين عن الطعام في القادم من الأيام. من جهتها، سبق وأن كشفت لجنة دعم المحطات النضالية لمعطلي تارودانت، التي تضم أحزابا وجمعيات، عن تضامنها المبدئي واللامشروط مع المضربين عن الطعام في معركتهم، التي وصفتها بالبطولية، حتى انتزاع حقهم في الشغل والتنظيم. وشددت اللجنة المذكورة، في إعلان سابق، على ضرورة إيفاد لجنة مركزية للوقوف على الاختلالات التي يعرفها واقع التشغيل، المتسم في نظرها، بشيوع منطق الولاءات والزبونية والمحسوبية واستغلال النفوذ، حماية لمن وصفتهم ب»الكمبرادور» والإقطاع بإقليمتارودانت.