وأخيرا عاد راوول غونزاليس، اللاعب الذي لم يكن أحد في كل إسبانيا يستطيع حتى التفوه بكلمة انتقاد ضده، اللاعب الذي كانت البلاد من رأسهما إلى أخمص قدميها تنتفض كلما تعرض لإصابة، اللاعب الذي كان مدربو المنتخب الإسباني يخشون وضعه في كرسي الاحتياط ولو لدقيقة واحدة، اللاعب الذي كان رمزا لريال مدريد وللمنتخب الإسباني، هذا اللاعب يبحث اليوم فقط عن فرص مقتنصة لكي يدخل الملعب. راوول سيكون نهاية هذا الأسبوع لاعبا أساسيا في فريقه، وربما سيعول عليه المدرب بيليغريني كما لم يعول عليه من قبل من أجل الانتصار في قلب الملعب الشائك لفريق ديبورتيفو لاكورونيا. الاعتماد على راوول جاء وفق مقولة «الضرورات تبيح المحظورات»، وراوول سيلعب لأن عددا من زملائه إما أنهم أصيبوا أو أنهم عوقبوا، ولذلك سيجد نفسه في الملعب مرة أخرى بعد 80 يوما من الغياب، وهي المدة التي طاف فيها بطل رواية جول فيرن حول العالم. وفي كل الأحوال فإن راوول لن يبقى في ريال مدريد بعد يونيو المقبل، ليس لأنه يريد تغيير الأجواء، بل لأنه لم يبق له مكان في الفريق، لذلك فإن عددا من أصدقائه نصحوه بالابتعاد، وعادة ما يبتعد اللاعبون الرموز في ريال مدريد نحو فرق بعيدة جدا لا تلعب أبدا ضد ريال مدريد، مثلما فعل من قبله اللاعب إيميليو بوتراغينيو، الذي كان في سنوات الثمانينيات يشبه ميسي هذه الأيام، والذي ذهب إلى المكسيك للعب هناك، وبعد بضعة مواسم عاد إلى مدريد للانشغال بأعماله، ثم أصبح عضوا في مكتب الفريق، وقد يصبح رئيسا للنادي في يوم ما، وفق ما تقوله التوقعات. وربما ستكون المكسيك، أيضا، هي الوجهة المقبلة لراوول. وهناك سيمضي موسمين أو ثلاثا، وبعدها سيعود إلى مدريد للانشغال بأعماله، ثم سيصبح عضوا في مكتب الفريق، وقد يصبح رئيسه في يوم ما. وهكذا هي الأيام. ميسي لا يشبه رونالدو يوجد اليوم جدل كبير في إسبانيا حول العقوبة التي تعرض لها اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو، والذي أوقف لمباراتين بعد حركة خشنة قام بها أثناء مباراة فريقه ريال مدريد ضد فريق مالقة. الاتحاد الإسباني لم ينتظر طويلا وعاقب رونالدو، وهذا ما سبب حنقا كبيرا في صفوف ريال مدريد، الذي لم يتأخر في اتهام مسؤولي الاتحاد بمحاباة ليونيل ميسي، لاعب البارصا، الذي سبق أن قام من قبل بحركة خشونة مماثلة، ولم يتعرض لأية عقوبة. ريال مدريد، الفريق الذي كان يوصف دائما بأنه يعامل بمحاباة، أصبح يرمي الكرة في شباك خصومه ويقول إنه صار ضحية، وأن الاتحاد الإسباني لكرة القدم يتعامل مع البارصا بحذر أكثر حتى لا يقول الناس إن ريال مدريد فريق مدلل. وسائل الإعلام المدريدية والكاتلانية أخرجت كامل أسلحتها وجعلت من العقوبة ضد رونالدو وسيلة لإخراج ملفات قديمة، وهكذا صارت صحف كاتالونيا تذكر ريال مدريد بالدعم الذي كان يتلقاه في الماضي، بينما صحف مدريد صارت تذكر برشلونة بالدعم الذي تلقاه في الحاضر، فاختلط الحابل بالنابل. لكن، وفي ظل هذا الصراع، هناك مشكلة لم ينتبه إليها الكثيرون، وهي أن كريتسيانو رونالدو قام بحركته الخشنة في وقت عرف مستواه نزولا مرعبا. وقبله قام ميسي بحركته الخشنة عندما كان يعاني من قحط في العطاء. وقبلهما كان رونالدينو يتصرف كمجنون عندما لا تطاوعاه قدماه. يعني أن الخشونة تأتي عندما تنام الموهبة. الخطة السرية لروبينهو روبينهو، لاعب مانشستر سيتي حاليا وريال مدريد سابقا، عنده خطة سرية، وهذه الخطة السرية يعرفها الجميع تقريبا، ومع ذلك فإنها سرية. روبينهو، الذي عانى من مشاكل مع نفسه ومحيطه عندما كان في ريال مدريد، استطاع الانتقال إلى مانشستر سيتي الإنجليزي بمبلغ مغر، وهناك تألق قليلا، فأصبح يعاني من جديد من مشاكل مع نفسه ومحيطه، وقرر أن ينتقل إلى إسبانيا، وبالضبط إلى فريق برشلونة. المقربون من روبينهو يقولون إنه يريد الانتقال إلى البارصا من أجل هدف أساسي وهو أن يثبت لريال مدريد أنه لاعب حقيقي وأنه لم ينل حقه من الاهتمام عندما كان يلعب في العاصمة، لكن المشكلة أن الرياح جرت بما لا تشتهي سفن هذا اللاعب، ورفض فريق مانشستر تسريحه رغم المحاولات الدؤوبة للبارصا، وهكذا انتهت الحكاية ببقاء روبينهو في إنجلترا. لكن هذا اللاعب لا يريد الاستسلام، لذلك قرر مع نفسه أن ينهج خطة سرية، والتي تعتمد على التراخي في اللعب، وبذلك تراجع مستواه قليلا، حتى يعمل فريقه على بيعه، تماما مثل البغل الذي يتظاهر بالمرض، فيعمد صاحبه إلى منحه راحة أو بيعه. لكن فريق مانشستر سيتي «عاق» بهذه الخطة، لذلك يريد روبينهو، حاليا، أن يتوصل إلى تفاهم مع فريقه، ويقضي التفاهم بتركه يعود إلى البرازيل فيما تبقى من هذا العام واللعب مع فريق برازيلي. أما الهدف من وراء ذلك فهو أن روبينهو يريد أن يلتحق الموسم المقبل بفريق البارصا، وعودته إلى البرازيل مؤقتا هي مجرد قنطرة للذهاب نحو إسبانيا من جديد. تذكروا دائما أن هذه خطة سرية، وكل من قرأها عليه ألا يخبر أحدا بذلك حتى لا يفتضح أمر روبينهو.